نشر موقع “Independent” البريطانيّ مؤخرا معطيات جمعتها منظمة الـ OECD حول معدل ساعات العمل في الدول المختلفة. فحصت المنظمة معدل ساعات العمل في كل دولة في عام 2016. وفق المعطيات، تحتل إسرائيل المرتبة السابعة في قائمة الدولة المشاركة في الفحص، إذ إن معدل ساعات العمل فيها هو 40.06 ساعة أسبوعية. بالمقابل، وصل معدل ساعات العمل إلى 29.1، ما سمح للعمال بالتمتع بوقت فراغ كاف.
لا تثير معطيات الـ OECD دهشة لدى معظم الإسرائيليين، لأن إسرائيل كانت مصنّفة عدة مرات بصفتها إحدى الدول ذات معدل ساعات العمل الأعلى في العالم. السؤال المثير للاهتمام هو لماذا يعمل الإسرائيلييون ساعات كثيرة، وبطبيعة الحال، الإجابة ليست بسيطة وهي تتتضمن عدة عوامل.
“لا شك أن إسرائيل تحتل إحدى المراتب الأعلى في العالم في فئة معدل ساعات العمل الأعلى، ولكن مستوى النجاعة فيها هو الأقل مقارنة بدول اقتصادها شبيه”، أوضحت إيريس بار – حافا، مديرة شركة استشارة تنظيمية تدعى “IM Global”.
يتضح من أقوال إيريس أن “هناك أسباب كثيرة لعدد ساعات العمل الكبير. أدت البيروقراطية المتبعة في الدولة، إضافة إلى الخدمة العسكرية الطويلة، إلى مفهوم خاطئ لدى المواطنين، لا يسمح لهم بأن يقضوا بعض الأوقات دون أن يكونوا نشيطين بشكل خاص”.
لا شك أن الإخلاص الكبير للعمل في إسرائيل نابع من بين أسباب أخرى من احتياجات شعورية مختلفة، إضافة إلى أن بعض الأشخاص يشعرون بالاكتفاء في العمل. أشار خبراء نفسيون كثيرون إلى أن هذه الحقيقة تلبي احتياجات مثل الأمن وتحقيق الطموحات، وحتى أن أماكن العمل توفر للأفراد حرية التعبير عن طموحاتهم. “إضافة إلى المتعة، الاحترام والمال، التي يشكل جميعها عوامل أساسية لدى الإنسان للحفاظ على مكان العمل، هناك أيضا حب المهنة، والرغبة في تعلم المزيد ما يؤدي إلى العمل ساعات أكثر”، قال رون، رئيس طاقم في شركة ناشئة.