تُجرى مراسم ذكرى النكبة في أماكن معينة في العالم، وتبدأ في السلطة الفلسطينية وفي إسرائيل عشية 14 أيار وتنتهي بتاريخ 15 أيار. إلا أن هناك من يُحيي هذه الذكرى وفق موعد حدوثها بشكل خاص بموجب التقويم اليهودي الذي يُصادف في توقيت مختلف عن التقويم الميلادي في كل عام. يعود سبب ذلك إلى أن اليهود يحتفلون بعيد الاستقلال في الخامس من شهر أيار حسب التقويم العبري. يُجرى جزء من المراسم لذكرى النكبة في الوقت الذي تُجرى فيه احتفالات عيد الاستقلال رغم أن ليس هذا هو الموعد الذي تُجرى فيه ذكرى النكبة في أنحاء العالم، ويعتقد جزء من الإسرائيليين أن اختيار هذا التوقيت يشكل استفزازا.
في جزء من الجامعات، يقيم طلاب جامعيون مراسم ومعارض لذكرى النكبة في هذه الفترة من السنة في كل عام. إلا أن مشروع قانون في الكنيست بات يهدد بفرض عقوبات على جامعات إسرائيليات تسمح بإقامة نشاطات لإحياء ذكرى النكبة في يوم استقلال إسرائيل أو نشاطات تلحق ضررا برموز الدولة.
ليس مشروع القانون الجديد الذي يقترحه حزب “إسرائيل بيتنا” بدعم من أحزاب يمينية أخرى هو الأول الذي يهدد بالعمل وفق تلك الطريقة. ففي الحقيقة، هناك قانون ساري المفعول يسمح بوقف تمويل المؤسسات الأكاديمية التي تسمح بإقامة مراسم لذكرى يوم النكبة، ولكنه لم يطبّق حتى وقتنا هذا. وفق مشروع القانون الجديد، على مجلس التعليم العالي أن يحدد العقوبات التي تُفرض على مؤسسات أكاديميّة تسمح بإقامة نشاطات كهذه، وأن يتأكد من تطبقيها.
في الأيام الأخيرة، ثارت ضجة حول جامعة حيفا بسبب أحداث ذكرى يوم النكبة. طُلب من أعضاء حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وقف توزيع دعوات لمراسم ذكرى النكبة التي نظموها واستخدموا فيها تعبير “التطهير العرقي”. رغم ذلك، عُقدِت المراسم أمس (الإثنين) بناء على مصادقة الجامعة.
بالمقابل، أقامت حركة اليمين الإسرائيلية “إم ترتسو” مظاهرة احتجاجية خارج موقع إقامة مراسم ذكرى النكبة في جامعة حيفا، مدعية أن المراسم “تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل وإبادتها، في وسط حرم جامعي رائد في إسرائيل”.
ستُجرى غدا (الأربعاء) مراسم إحياء ذكرى النكبة كما في كل سنة. بالمقابل، ستُجري حركة “إم ترتسو” مظاهرة احتجاجية أيضًا”. يعتقد نشطاء الحركة وفق ما ورد في صفحة المظاهرة في الفيس بوك “أن أسطورة النكبة تشكل أحد أكبر الأكاذيب في التاريخ المعاصر وتهدف إلى تقويض حق اليهود في دولتهم”. حتى أن الحركة أصدرت كُتيّب يوضح مواقفها ومعارضتها لإحياء ذكرى يوم النكبة بالتفصيل، تحت عنوان “النكبة هراء”.