يُظهر مؤشر الاستهلاك في إسرائيل، صحيح بالنسبة للثلث الأول من هذا العام، بوادر أزمة. لقد تراجعت المبيعات حتى شهر نيسان بنسبة 2.5% في سوق المُنتجات مُقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وحدث هذا التراجع في الفترة ما قبل عيد الفصح وهي تتميز غالبا بطوابير من الناس في المتاجر بنسبة 1.1%. أُخِذَت هذه المُعطيات من عينة تتضمن نحو 2,150 متجرًا في أنحاء إسرائيل.
يتصدر مجال الغذاء الذي تُعد حصته هي الأكبر من ناحية المبيعات بين المجالات الأخرى، نسبة تراجع المبيعات بـ 2.7% في شهر كانون الثاني حتى نيسان 2016. تُظهر فئة الطعام المُجمد من غير اللحوم، تراجعًا بمبلغ 20 مليون شيقل (أكثر من 5 ملايين دولار). وتُظهر فئة مشتقات الحليب، والتي هي الفئة الأكبر في سوق الغذاء، أيضًا تراجعًا بقيمة 37 مليون شيقل (10 ملايين دولار). تراجعت مبيعات اللحوم المُصنعة بنسبة 27% وتراجعت نسبة مبيعات السلطة الجاهزة بنحو 18% في الفترة ذاتها.
يبدو أن تراجع المبيعات يُشير إلى تغيير في مفاهيم المُستهلكين الذين باتوا يُفضلون تحضير الطعام في البيت بدلا من شراء الطعام الجاهز. إن تراجع مبيعات مُنتجات السلطة الجاهزة والنقاق، التي تُشكل أكثر من ثلث التراجع في سوق المواد الغذائية، يُمكنه أن يشير إلى تلك المعطيات.
ما الذي دفع المُستهلك الإسرائيلي إلى التخلي عن الطعام الجاهز؟ يعود السبب الأساسي فيما يخص فئة النقانق واللحوم المُصنعة مثلاً إلى البحث الذي أجرته مُنظمة الصحة العالمية والذي أكد على أن استهلاك اللحوم المُصنعة يضر بالصحة حتى أن التقرير قارن بين تلك الأطعمة وبين التدخين.
ثمة سبب آخر لذلك وهو تقرير تم بثه هذا العام على التلفزيون الإسرائيلي واستعرض مُعطيات خطيرة جدًا تتعلق بجودة السلطات الجاهزة في إسرائيل. يُعتبر الحمص أكثر السلع الغذائية التي يتم شراؤها في إسرائيل، ولكن تُشير المُعطيات الآن إلى أن الإسرائيليين يشترون الحمص الآن من محلات بيع الحمص أو يُحضرونه في البيت.
في المقابل، تواجه شركات عريقة في الأسواق الإسرائيلية أزمة خانقة. تجد تلك الشركات صعوبة في مواجهة التغييرات في سوق الأغذية، ومن بينها، تسويق سلع خاصة بشبكات الأغذية التي تهدف إلى منافسة السلع باهظة الثمن وتخفيف التكاليف على المُستهلك، فتح المجال للاستيراد من دون دفع جمارك، خفض أسعار السلع تحت المراقبة والتنزيلات الخاصة بالشركات المُنافسة.
تتمنى الشركات، قُبيل عيد الاستقلال في إسرائيل الذي يُصادف في هذا الأسبوع، أن تتحسن مُعطيات المبيعات. سيحتفل معظم الإسرائيليين بالعيد من خلال شواء اللحوم كطقس ترفيهي عائلي مُفضل.