تم البارحة نشر خبر اعتقال حفّار الأنفاق من رفح، إبراهيم الشاعر. حظيت إسرائيل، من اعتقاله، بمعرفة الصورة المُفصلة عن التحضيرات الخاصة بالجماح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة فيما يتعلق بالمعركة القادمة مع إسرائيل. كتب رون بن يشاي، المُراسل والمُحلل في الموقع الإسرائيلي “واي نت”، عن الأسباب التي دعت ديوان رئيس الحكومة لنشر مسألة اعتقاله في وسائل الإعلام.
بدايةً، يكشف التحقيق مع الشاعر للعالم الفوارق الكبيرة بين الجناح العسكري لحركة حماس وبين الجناح السياسي للتنظيم. تختلف المصالح لدى كل من الجهتين، فيما يتعلق بالتوجهات السياسية والتنافس بينهما على إدارة القطاع والعلاقات الخارجية لدرجة أن هناك “حماسين”.
هناك لدى القيادة السياسية، برئاسة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق خارج القطاع وإسماعيل هنية داخل القطاع، توجهات سنية مُعتدلة. هدفها هو التخفيف من ضائقة السكان خوفًا من حدوث تمرد على سلطة حماس المدنية. تخشى القيادة السياسية على بقائها وتُفضل الابتعاد عن إيران وتطوير العلاقات مع مصر، السعودية وقطر لتحصيل الأموال اللازمة لإعادة بناء القطاع. لهذا السبب قام مشعل بإلغاء زيارته إلى طهران وزار الرياض. تسعى القيادة السياسية للحصول على اعتراف بها من العالم وعدم إعطاء إسرائيل حجة لشن حرب جديدة على القطاع.
يُحاول، بالمقابل، الجناح العسكري التقرب من إيران وتلقي الأموال، والتدريب والوسائل القتالية منها. تعرف كتائب عزالدين القسام أنه ما من احتمال بحصولهم على ذلك الدعم من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بسبب اتهامهم بدعم الإخوان المُسلمين وداعش في سيناء.
وأضاف رون بن يشاي وتحدث عن وجود ثلاثة أسباب لنشر نتائج التحقيقات بشكل مُفصل في إسرائيل. السبب الأول هو الحصول على تسويغ للمعركة القادمة ضد حماس من خلال وجود إثبات أن حماس تقوم بالتسلح وتطوير أدوات قتل جديدة. السبب الثاني هو دعم حملة رئيس الحكومة؛ بنيامين نتنياهو، في الولايات المُتحدة ضد إيران: يُثبت التحقيق مع الشاعر أن الأموال التي ستتلقاها إيران بعد رفع العقوبات عنها ستذهب إلى حماس. السبب الثالث هو الرغبة بوقف عملية قبول حماس في العالم وهي العملية التي تزداد زخما في أوروبا وأمريكا الشمالية تحديدًا.