“محكمة طلاق فيفيان أمسلم”، هو كما يبدو أحد الأفلام الأكثر تحدّيًا وجرأة ممّا يتمّ عرضه هذه الأيام في إسرائيل.
أصبح الفيلم الذي يتتبّع ظاهرة الطلاق وفقًا للتقاليد اليهودية في إسرائيل، بعد صدوره، حديثًا وقضية في كلّ منتدى ثقافي في إسرائيل وفي العالم.
تنجح الممثّلة الرئيسية في الفيلم، رونيت ألكبيتس، مع أخيها المخرج، شلومي ألكبيتس، في هزّ كلّ المؤسسة الدينية في إسرائيل وجعلها تحتجّ ضدّهم، وهي المسؤولة عن الموافقة على الطلاق بين زوجين يهوديين.
تجري أحداث الفيلم كلّه في المحكمة الحاخامية حيث تحاول فيفيان، التي تلعب دورها رونيت ألكبيتس، على مدى خمس سنوات، بمساعدة محاميها، أن تحصل على الطلاق من زوجها المعارض ذلك. يعتبر الفيلم رسالة لاذعة ضدّ سيطرة المحاكم الحاخامية على حياة الكثير من المواطنين اليهود في إسرائيل، وخصوصًا على حياة النساء اللواتي يخضعن لسلطانهم الذكوري الديني.
إنّ مناقشة حلّ العلاقة الزوجية في إسرائيل وتعريف العلاقة بالأطفال الذين وُلدوا في إطار الزواج؛ كلّ ذلك يتمّ في المحكمة الحاخامية أو في محكمة شؤون العائلة. ويمكن أن يتمّ النقاش حول توزيع الملكية المشتركة في المحكمة الحاخامية أو في محكمة شؤون العائلة، وفقًا لقرار الزوج الأول الذي يطلب ذلك. يتمّ الطلاق وفقًا للشريعة اليهودية عندما يقوم الرجل بتطليق الزوجة، ويسمح لها بالطلاق منه ومن الحياة الزوجية المشتركة بينهما. ومعنى ذلك أنّه لو لم يرغب رجلٌ ما في أنّ يطلّق زوجته، “يعارض الطلاق”، وراغبّ في دب المرارة في حياتها قبل أن يطلّقها؛ فإنّ الشريعة تسمح له بذلك، طالما أنّه لم يظهر أيّ سبب مناسب للفصل بين الزوجين.
لم تتأخّر الانتقادات حول الفيلم والرسالة التي يريد إيصالها عن القدوم: “من الجيّد أن نشاهد فيلمًا كهذا في العصر الذي تصف فيه الكثير من الأفلام الإسرائيلية الجانب الديني والحاريدي للمجتمع الإسرائيلي الحالي بدرجة من الرومانسية ويحنّون إلى جانبه ما هو استثنائي كما يبدو. ليس هناك شيء رومانسي أو غريب في الواقع الذي تلتزم فيفيان بمواجهته من أجل الحصول على الطلاق من زوجها، وفي العذاب والذلّ اللذين مرّت بهما خلال خمس سنوات طويلة استغرقتها تلك العملية. ولكنّ حدّة الفيلم لا تمنعه من أن يكون ذو بُعد هزليّ، يؤكّد على الجانب الغريب للعملية”، هذا ما جاء في صحيفة “هآرتس”.
https://www.youtube.com/watch?v=t7aBzg-mAto
“الذي يحدث في المحاكم، بما في ذلك المحاكم الحاخامية، هو دائمًا نوع من المسرح، ولذلك فإنّ اختيار رونيت وشلومي ألكبيتس صائبٌ جدّا. إنّهم يشدّدان من خلال أسلوبهما الإخراجي على الطابع المسرحي للحدث، وتتحوّل المحكمة التي تجري فيها أحداث الفيلم إلى ساحة للعدوان الذكوري والإذلال الأنثوي. نحن في إسرائيل أكثر وعيًّا للقوة التي تملكها المحكمة الحاخامية وللشريعة عامّة في حياتنا، على الرغم من أنّني لم أكن أعلم كيف بالضبط تتمّ هذه العملية التي تطلب فيها امرأة الطلاقَ من زوج يعارض ذلك، وتعلّمتُ بعض الأشياء من الفيلم”، هذا ما أضافه منتقدو في نقد آخر كُتب عن الفيلم.
في مهرجان “كان 68” أيضًا، والذي عُقد في شهر أيار أيضًا هذا العام، اكتشف المبدعون والمخرجون الأوروبيون الجانب المظلم في عملية الطلاق الصعبة بين زوجين من اليهود. قالت ألكبيتس في المقابلات إنّها “استطاعت أن ترى في الضحك أيضًا نبرة المفاجأة بل والصدمة على ضوء ما وُصف في الفيلم، والذي يمثّل نظرة إسرائيلية رجعية وقمعية تجاه النساء مثل أكثر البلدان تخلّفًا”.