نشرت الصحفية الإسرائيلية، تال شنايدير (التي تكتب أيضا من حين لآخر في هيئة تحرير “المصدر”) في نهاية الأسبوع في صفحتها على فيس بوك، صورة من لقاء نتنياهو وأوباما المُغطى إعلاميا مُشيرة إلى أن كادر العاملين في بيئة نتنياهو، لا يتضمن نساء.
فضلا عن القضية المبدئية التي سلطت شنايدير فيها الأضواء، ألا وهي محيط رئيس الحكومة الذكوري، أثارت الصورة جدلا كبيرا حول عدم نجاح نتنياهو منذ بداية ولايته الثانية (2009) في ضم نساء ذات مناصب رئيسية إلى صفوفه.
منذ شهر أيار 2009، عندما سافر نتنياهو بهدف عقد اللقاء الأول مع الرئيس الجديد للولايات المتحدة، باراك أوباما، أضيئت الأضواء الحمراء. خلال الزيارة، نشر مكتب نتنياهو صورة له وللوفد المرافق، من لحظات الاجتماع والتشاور. كان في تلك الصورة عشرة أشخاص. كانوا رجالا فقط يرتدون بذلات. صورة مؤثرة، لم تنجح في ذلك الحين في أن تشعل نقاشا نسويا حقيقيا حول المحيط الذكوري لنتنياهو.

ولكن هذه المرة أصبحت الأمور مختلفة. في أعقاب تلك الصورة بدأ نقاش اجتماعي شديد وادعاءات حول التمييز ضد النساء. كان هناك من ادعى أنّ السبب الحقيقي لاستبعاد النساء من محيط رئيس الحكومة هو الخشية من فضائح تحرشات جنسية بل وكان هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك مُدعيا أنّ زوجته سارة، لا تحبّ أن تكون النساء بشكل عام، ولا سيّما النساء ذوات مناصب رئيسية بشكل خاص، على مقربة من زوجها، لأنهن قد يُهيّمن أكثر منها، ويشكلن خطرا على وظيفتها باعتبارها “المرأة التي تهمس في أذن رئيس الحكومة”.
ولتوضيح الأمور تماما، قدّم نتنياهو سلسلة من المقابلات الطويلة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، بعد فترة طويلة من تجنبها، محاولا فيها أن يوضح، من بين مواضيع أخرى، سبب نقص النساء في الكادر المقرّب منه. في إحدى المقابلات الرئيسية، مع القناة العاشرة، ادعى نتنياهو أنّه يوجد في حكومته امرأتين وأنّ ذلك مصدر فخر كبير جدا. يمكن لنتنياهو من خلال فحص صغير، أن يكتشف أنّ في حكومته هناك أربع نساء تُشغل مناصب رئيسية، ما يطرح علامات سؤال كثيرة في أوساط الدوائر الإعلامية، بخصوص تجاهل امرأتين رئيسيتين في حكومته. إذ ادعى صحافيون أنّ نتنياهو عمد إلى تجاهل وزيرة العدل، أييلت شاكيد، ذات تاريخ من الصراعات بينها وبين الزوجين نتنياهو، ووزيرة استيعاب المهاجرين، سوفا لندبر، المشتبه بها بقضية فساد سياسي.