إن الشرخ داخل المجتمع العربي في إسرائيل حول الحرب في سوريا ليس جديدا، ولكن في كل مرة تظهر فيها مشاهد قاسية من الحرب، يثور جدلا بين مؤيدي نظام الأسد وبين مؤيدي المعارضة السورية.
ظهر هذا الخلاف في الرأي في الأسبوع الماضي أيضا، عندما شُن الهجوم الكيميائي على إدلب الذي نُسب إلى نظام الأسد وراح ضحيته عشرات القتلى ومن ثم ظهر الجدل ثانية بعد هجوم شنته الولايات المتحدة على قاعدة جوية في سوريا. نشرت صحيفة “هآرتس” في عددها الوارد اليوم صباحا (الأحد) أن بعد الهجوم الكيميائي حاولت القائمة المشتركة برئاسة عضو الكنيست أيمن عودة نشر استنكار إلا أنه لم يُنشر بسبب معارضة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ولكن بالنسبة للهجوم الذي شنته الولايات المتحدة فلم ينشر أي خبر. نشر نشطاء ومسؤولون كبار من الأحزاب التي تشكل القائمة المشتركة استنكارا شخصيا ومنفردا.
منذ وقت طويل تشكل الحرب الأهلية السورية محط الخلاف الأكبر في المجتمَع العربي في إسرائيل. يعرّف مناصرو مليشيات الثوار في سوريا، غالبا هم من الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل، الحركة العربية للتغيير (برئاسة أحمد الطيبي)، وجزء من التجمع الوطني الديمقراطي (برئاسة جمال زحالقة) الأسد بصفته طاغيا، لا يخاف من تدمير بلاده بهدف الحفاظ على حكمه.
بالتباين، يحتفل مناصرو الأسد وحليفتيه، إيران وروسيا، غالبا هم نشطاء من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (بزعامة محمد بركة)، وجزء منهم من التجمع الوطني الديمقراطي، بالنجاحات العسكرية التي حققها نظام الأسد. يعتقد داعمو نظام الأسد أن النجاحات الأخيرة مثل السيطرة على حلب والقضاء على أوكار المقاومة الإسلامية، تشكل انتصارا على الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج وتركيا. وقد أشادوا ببوتين في الماضي بسبب تدخله.
وتزداد حدة هذه النقاشات أحيانا في شبكات التواصل الاجتماعي. ينعت داعمو الأسد معارضيه بعملاء إسرائيل، السعودية وقطر، بينما ينعت معارضوه داعميه بالفاشيين. ولكن تبقى التنظيمات الاجتماعيّة والسياسية في المجتمع العربي في إسرائيل صامتة رغم أن الموضوع يتصدر أحداث الساعة. تفضل لجنة المتابعة الخاصة بعرب إسرائيل وكذلك الأحزاب التي تمثل الجمهور العربي، بما في ذلك القائمة المشتركة ألا تحاول الاستجابة للتحدي.