بعد تكهنات كثيرة حول مشاركته أو عدم مشاركته في مراسم تشييع الرئيس الاسرائيلي السابق، شمعون بيريس، قرر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، المشاركة في جنازة من كان شريكه في بلورة اتفاقيات أوسلو.
منذ اللحظة الأولى لإعلان وفاة بيريس أوضح مقربو الرئيس الفلسطيني أن عباس يرغب في المشاركة في التشييع، وانه كان يفضل أن توجه له الدعوة من قبل العائلة نظرًا لحساسية الموقف السياسي بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية.
وبعد أن اتضح أن الجانب الإسرائيلي، سواء كان ذلك الحكومة أو العائلة لا ينوي توجيه الدعوات إذ أن طلبات المشاركة انهالت على الخارجية الإسرائيلية .
وبعد اتصالات بين الجانب الفلسطيني، وبين منسق شؤون الحكومة في الضفة الغربية، بولي مردخاي، ومشاورات على مستوى مستشاريه ومقربيه، تقرر تقديم الطلب إلى الجانب الإسرائيلي الذي بطبيعة الحال أبلغ الجانب الفلسطيني الموافقة عليه.
الانتقادات من الفصائل، وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم تتأخر جرّاء هذا القرار، لكن مصدر فلسطيني يقول إن الحديث يدور عن خطوة إنسانية لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتردّد قبل عدة أسابيع بالاتصال بالرئيس عباس وتقديم التعازي بوفاة شقيقه.
واعترف المصدر أن تراجع التأييد للموقف الفلسطيني الذي يسعى إلى حشد تأييد المجتمع الدولي لمبادرة سلام يتم طرحها على مجلس الأمن. كما ولم ينكر المصدر الفلسطيني أن قناعة الجانب الفلسطيني بأن الرئيس أوباما لن يطرح أي مبادرة سلام على مجلس الأمن ساهم أيضا في اتخاذ القرار بتقديم طلب المشاركة في جنازة بيريس.
وأشار المصدر أن القيادة الفلسطينية أصغت جيدا لتصريحات مرشحي الرئاسة الأمريكية حول رفضهم لفرض حلول سياسية على الحكومة الإسرائيلية، خلال المناظرة الاولى التي جمعتهما، ليعي الجانب الاسرائيلي أن مسيرة تدويل ملف التسوية وصلت إلى طريق مسدود، وأن الجانب الفلسطيني سيضطر للعودة إلى مفاوضات ثنائية أو مرة أخرى برعاية الولايات المتحدة، وذلك بعد عامين من قرار القيادة الفلسطينية التوجه إلى الهيئات الدولية لترعى مفاوضات ذات جدول زمني واضح، وبكلمات أخرى حشد المجتمع الدولي لفرض صيغة سياسية على الجانب الإسرائيلي.
لكن المصدر أكد ان كل هذه الاعتبارات السياسية كانت ثانوية، وأن الرغبة الفلسطينية كانت صادقة بمشاطرة عائلة بيريس والشعب الإسرائيلي في حزنهم على وفاة بيريس وإرسال رسالة أن القيادة الفلسطينية تعرف كيف تفرق بين السياسي والإنساني “الأمر الذي يفشل فيه الإسرائيليون المرة تلو الأخرى”.