رغم أنه من المعروف عن الإسرائيليين أنهم مدمنون على مشاهدة الأخبار، ولكن رغم ذلك، تعاني وسائل الإعلام الإسرائيلية من أزمة. هبطت نسب أوقات ذروة المشاهدة الإسرائيلية ونسب مشاهدة نشرات الأخبار المركزية الثلاث، مؤخرا ووصلت إلى ما شهدته قبل 16 عاما.
ما زالت هذه الظاهرة مستمرة منذ أسابيع لسوء حظ الصحافيين ومقدمي الحملات الدعائية. رغم أن موسم الصيف يشهد انخفاضا دائما في نسب المشاهدة مقارنة بالشتاء، ولكن منذ 16 عاما لم تُسجل معطيات منخفضة إلى هذا الحد فيما يتعلق بمشاهدة نشرات الأخبار المركزية. حتى الآن، حققت كل نشرات الأخبار المركزية معا في شهر حزيران نحو %30 نسبة مشاهدة فقط في أوساط العائلات اليهودية. للمقارنة، وصلت نسبة مشاهدة نشرات الأخبار المركزية في فترة الذروة إلى %50.
لماذا يتجنب الإسرائيليون مشاهدة نشرات الأخبار؟ هل يعود السبب إلى شعور اليأس من الواقع، ورغبة في التهرب من سماع الأخبار السيئة؟ ربما هذا هو السبب، وربما هناك أسباب أخرى. مثلا، ربما لم يقلع الإسرائيليون عن الإدمان على مشاهدة نشرات الأخبار، بل ببساطة بدأوا يشاهدونها عبر الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب، لذلك لا يشغل الكثير من الإسرائيليون التلفزيون.
هذه ليست المرة الأولى التي تطرأ فيها أزمة كهذه. قبل نحو 15 عاما، في صيف 2001، طرأ تدهور على نسب مشاهدة نشرات الأخبار الإسرائيلية بشكل بارز. هبطت حينها نسب المشاهدة وكادت تكون أحادية الرقم. في ذلك الوقت، اتهم المسؤولون عن نشرات الأخبار طريقة الفحص، مدعين أن المشاهدين ما زالوا يشاهدون نشرات الأخبار.
ربما يتضح أن انخفاض نسب المشاهدة يتعلق بظروف تقنية أيضًا. قد لا تُقاس نسب مشاهدة نشرات الأخبار عبر الهواتف الذكية، ولو حدث ذلك يمكن أن يشير إلى أن الإسرائيليين يشاهدون نشرات الأخبار أكثر خلال اليوم.
رغم ذلك، قد يكون الانخفاض الحاد في نسب المشاهدة في فترة قصيرة إلى هذا الحد هاما أكثر. من الممكن أن الجمهور الإسرائيلي سئم سماع الأخبار ذاتها، العمليات، حوادث الطرق، والألاعيب السياسية القذرة والفساد.
ما زال هناك أمل لدى الصحافيين حيث إن الأحداث الأمنية أو السياسية تنجح في جذب اهتمام المشاهدين. وصلت نهاية ذروة الانخفاض في نسب المشاهدة في الألفية الثانية أثناء أحداث 11 أيلول عام 2001 في أمريكا. عندها مضى عامان حتى تعافى التلفزيون الإسرائيلي وعاد يحظى بنسب مشاهدة سجلها سابقا.