“لقد توقفت عن مشاهدة الأفلام الإباحية لسببين: الأول لأن الأفلام أقحمت إلى عقلي أفكارًا عنيفة لم تكن هناك في الأصل، وثانيا لأن مشاهدة هذه الأفلام جعلتني، بشكل أو بآخر، جزءا من صناعة الدعارة. نعم الأفلام الإباحية هي صناعة تسلية خلفها عالم من الدعارة”. هكذا استهل المربي الإسرائيلي، ران غافريئيلي، محاضرته الشهيرة خلال مؤتمر “تيد إكس” الذي عقد في مدينة يافا، بعنوان “لماذا توقفت عن مشاهدة الأفلام الإباحية؟”.
ويتابع الشاب الإسرائيلي قائلا “الغاية الحقيقة من الأفلام الإباحية هي تعزيز السيطرة الرجولية على المرأة، إذ أصبحت معظم المشاهد تشمل لقطات خنق واغتصاب وعنف. إنها مشاهد بعيدة كل البعد عن العلاقة الحميمية الطبيعية بين الرجل المرأة. أفلام الإباحة تكاد تكون خالية من العناق والقبل ومسك اليدين. همها الوحيد هو الوصول إلى لحظة “الاختراق”. لا حب في هذه الأفلام ولا عواطف”.
غافريئيلي البالغ من العمر 37 عاما، وهو أب لطفلتين، يعترف أنه خلال المحاضرة أنه كان مشاهدا متحمسا لأفلام الإباحة، وقد تردد على مواقع الإباحة للهروب من الواقع. فحسب وصفه، كان يجلس أمام الشاشة في كل مرة كان هناك هدوء في البيت ليشاهد أفلام العراء. وأضاف “لقد أصبحت المشاهدة عادة عادية في حياتي أمارسها وأنا أتناول الطعام حتى”.
ومن ثم يشرح أضرارها فيقول: “لقد فقدت قدرتي على التخيل بعد مشاهدة هذه الأفلام. هذه الأفلام تغزو عقولنا وتغيّر عواطفنا وشهواتنا المولودة معنا. إنها تحوّل أجيالا من الشباب والشابات إلى “معاقين” عاطفيا، لأنها تلحق الضرر بمشاعرهم الإنسانية وتعزز مشاعر السيطرة والإهانة”.
ويواصل “ثقافة الإباحة غزت مجالات عديدة، لو نظرنا إلى المقاطع الغنائية الناجحة في الغرب، لرأينا أن المطربات المشهورات يعرضن الكثير من المقاطع الساخنة والمغرية، وكأنهن يقلدن نجمات أفلام الإباحية. ولهذا تأثير كبير على الفتيات، اللاتي يظنن أن المظهر الإباحي مهم في مجتمع الذكور”.
“لقد عالجت في إطار عملي في المدارس حالات عديدة لبنات صورن أنفسهن في مشاهد شخصية من أجل إرضاء شاب، وقد ندمن على ذلك بعد أن خان الشاب العهد وقام بنشر المقاطع. هذه الحالات دفعت شابات كثيرات إلى الانتحار لفقدان القيمة والثقة بالنفس”.
وينهي المحاضرة الإسرائيلي محاضرته قائلا “يجب أن نتحمل المسؤولية. مشاهدة أفلام الإباحة تعني دعم صناعة الدعارة وهي هدامة لمشارعنا الإنسانية”.