بدأ القائد العام لحركة فتح، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في الفترة الأخيرة الاستعانة بجهود قيادات فتحاوية قديمة داخل قطاع غزة، لمحاولة استعادة قوته أمام نفوذ القيادي المفصول محمد دحلان، في ظل توسع قوته في صفوف الحركة خلال الأشهر الأخيرة الماضية.
وقالت مصادر فتحاوية مطلعة إن “أبو مازن” استدعى في لقاء عاجل منذ أيام القيادي في الحركة، أبو ماهر حلس، الذي اختفى في الأعوام السبعة الماضية بشكل كبير عن الساحة الفتحاوية الداخلية، وبحث معه سبل إصلاح الوضع الداخلي للحركة في قطاع غزة.
وتابعت المصادر أن ما دفع قائد حركة فتح للاستعانة بقيادات فتحاوية قديمة هو جملة تطورات أخيرة أبزرها نجاح حماس بإسقاط قوائم الحركة في الانتخابات المحلية قبيل بدئها، وما تبعها من خلافات داخلية، وخروج أنصار دحلان في مسيرة أحرقوا فيها صوره. وأشارت المصادر أن القيادات الفتحاوية التي تواصل معها الرئيس لها حضورها سابقا، وما زالت تحافظ على احترامها وقوتها في أوساط الحركة.
وأفادت المصادر بأن القيادي أبو ماهر حلس الذي عاد إلى قطاع غزة، برفقة القيادي روحي فتوح، سيجريان لقاءات مكثفة مع قيادات الحركة لبلورة مواقف وحدوية داخل فتح، ومحاولة قطع الطريق أمام تغلغل دحلان وزيادة شعبيته كما ظهر في المسيرة التي سمحت حماس بتنظيمها في ساحة الجندي المجهول وتم خلالها إحراق صور أبو مازن.
ولفتت إلى أن حلس كان منذ سنوات طويلة على خلاف مع سياسات دحلان، وكثير من المجموعات العسكرية الفتحاوية كانت تقف خلفه في مواجهة مجموعات أخرى كانت تابعة لدحلان قبل سيطرة حماس على قطاع غزة، وأن ذلك دفع أكثر نحو ثقة أبي مازن في حلس الذي يتمتع بشعبية فتحاوية، ولعائلته حضور قوي في غزة، وإمكانية إعادة هيكلة الحركة ومنع تفتتها أكثر مع زيادة الخلافات الداخلية.