أثبتت آلاف الأبحاث فعليا أنّ النساء يفضّلن الرجال المضحكين، ولكن سبب ذلك ما زال مجهولا. في أحد تلك الأبحاث، الذي أجراه البروفيسور جفري هول من جامعة كانساس، طُلب من 102 رجل وامرأة أن يجلسوا بأزواج في غرفة وأن يتحدّثوا طيلة 10 دقائق أمام الكاميرات. بعد أن خرجوا من الغرفة، كان عليهم أن يكتبوا إذا ما كانوا يرغبون في الالتقاء مجددا بشريكهم/ شريكتهم في المحادثة.
كشفت الكاميرات التي وثّقت هذه اللقاءات عن علاقة واضحة بين عدد النكات التي قصّها الرجل وأضحكتْ المرأة، وبين الاهتمام والرغبة التي أعربتا عنهما المرأة للالتقاء بالرجل ثانية. وقد اتضح بالإضافة إلى ذلك، أنّ النساء والرجال الذين ضحكوا معًا، كانوا يميلون أكثر إلى إجراء لقاء إضافي.
وتظهر من خلال تحليل صفحات شخصية في مواقع التعارف صورة مماثلة. هناك نسبة أكثر من النساء اللواتي يوضحن أنّهنّ يبحثن عن رجل يضحكهنّ، بالمقارنة بالرجال، الذين يميلون إلى القول إنّهم مضحكون.
هذا لا يعني أن النساء أقلّ إضحاكا من الرجال. ففي بحث هول قالت النساء عددا من النكات ليس أقل من الرجال، ولكن ذلك لم يثر رغبة أكبر لدى الرجال في الاستمرار باللقاء بهنّ. وقد وجدت دراسة أخرى من بدايات الألفية الثانية، أنّ النساء تحديدا محبّات جدّا لحكاية النكات، ولكنّهن يقمن بذلك أكثر عندما لا يكون الرجال حولهنّ.
إذن فما هو السبب الذي يجعل النساء ينجذبن فعليا إلى الرجال الذين ينجحون في إضحاكهنّ؟ هناك تفسيران رئيسيّان لذلك -الأول هو التفسير البيولوجي، والثاني هو التفسير الثقافي.
وفقا للتفسير البيولوجي، فإنّ الفكاهة قد تدلّ على ذكاء عالٍ، إبداع ومهارات اجتماعية – وتسعد النساء في تمرير كل هذه الصفات إلى أطفالهنّ. لذلك، فمن المعمول به أنّهن سيرغبنَ بولادة أطفال لأب لديه صفات كهذه.
ولكن لا يعتقد جميع الباحثين أنّ السبب البيولوجي هو السبب الوحيد الذي يجعل الفكاهة تغري النساء. يعتقد البروفسور هول أنّ التفسير الأكثر منطقيا هو تحديدًا التفسير الثقافي. “إنّ القواعد الاجتماعية تملي أنّه في مرحلة المغازلة، على الرجال أن يرفّهوا، يغروا، وأن يظهروا أمام النساء. إنّهم يستخدمون الفكاهة ليبدوا جذّابين، والنساء يضحكنَ ليبثّوا أمامهم الانفتاح”.
ولكن الأمر الأكثر أهمية لنجاح العلاقة، كما كشفت أبحاث الفكاهة، هو ليس على الإطلاق إذا كنت الشخص الأكثر إضحاكا في المجموعة أم لا. “المهم هو أنّ تتشارك أنت وشريكتك الفكاهة وتضحكان معًا”، كما كشف البروفسور هول.