تجذب صناعة التبغ الكثير من الشباب في الشرق الأوسط بواسطة استراتيجيات حصرية للدعاية والتسويق، مثل العلب المميّزة، مع العلم بأنّ الكثير من سكان هذه المنطقة يبدأون بالتدخين منذ جيل المراهقة. من الشائع في بلدان مثل مصر والمغرب أن نجد أطفالا عمرهم سبع سنوات يدخّنون السجائر، بشكل عام في الأحياء الفقيرة.
تنجح هذه الصناعة جدّا في المنطقة، في الأشهر الأخيرة، رغم أنّه وُجد بأنّ التدخين يؤدي إلى نحو 14% من حالات الوفاة لدى الرجال في الأردن، مصر والإمارات العربية المتحدة. وفقا لموقع “your Middle East”، يتراوح معدّل المدخّنين في المنطقة بين 25% إلى 30%، ويُعتبر الشرق الأوسط اليوم، أحد منطقتين تُباع فيهما الكمّية الأكبر من السجائر في العالم. ينبع الأمر، من بين أمور أخرى، من شريحة السكان الشباب الكبيرة في الشرق الأوسط، حيث الطلب على السجائر والتبغ أكبر.
يمكننا أن ننسب نجاح صناعة التبغ أيضا إلى حقيقة أنّ هناك “ثقافة تدخين قوية” في الشرق الأوسط، أي إنّ التدخين هو ظاهرة مقبولة جدّا ومُشَجّعة من الناحية الاجتماعية. التدخين متجذّر عميقًا في العادات العربية، التي ينتشر فيها استخدام خلطات الأعشاب والقات.
تُعتبر السعودية اليوم من الدول التي استهلاك التبغ فيها من الأكبر في العالم. في مصر هناك العدد الأكبر من النرجيلات في العالم ومواطنيها هم مستهلك السجائر الأكبر في الشرق الأوسط. هناك مفارقة في بعض البلدان في المنطقة، بحسبها قامت الحكومات بزيادة مكافحتها لبيع التبغ ولكن الصناعة فقط تقوّي من نفوذها في أراضي تلك الدول. زادت مصر، على سبيل المثال، من الضرائب المفروضة على منتوجات التبغ وتطبيقها سياسات مكافحة التبغ، ولكن أسعار السجائر المنخفضة وارتفاع نسبة التجارة غير المشروعة في ظل الاضطرابات السياسية في البلاد ساهمت في زيادة استهلاك التبغ.
تركيا هي نموذج معاكس؛ فقد انخفض استهلاك التبغ فيها. لقد منعت الإعلان عن، الترويج وتمويل منتجات التبغ وحظرت تدخين السجائر والنراجيل في الأماكن العامّة.
نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز