ستقود البرنامج منظمة “جوينت”، وينضم إليها تحالف من المنظمات الفاعلة في الولايات المتحدة بشكل خاصّ. ووافَق مسؤولون في المنظمة في نيويورك والقدس على تخصيص مبالغ مالية في الأسابيع القادمة لمنظمات تعمل مع اللاجئين السوريين. ويُفترض أن يعمل أفراد البرنامج مع الأولاد بشكل خاص، ويُتوقع بدء البرنامج في مخيم الزعتري للاجئين شمال الأردن، أكبر مخيّمات اللاجئين السوريّين في الأردن، والذي وصل إليه في السنة الماضية ما يقارب الـ 150 ألف لاجئ.
ووفقًا لتقديرات منظمات الإغاثة الدولية، فإنّ أكثر من مليون لاجئ غادروا سوريا، والعدد في ازدياد يومي. وغادر نحو ثلث اللاجئين جنوبًا باتجاه الأردن، أمّا الباقون فيتواجدون اليوم في لبنان وتركيا. وفحصت مجموعة المنظمات اليهودية عبر الجالية اليهودية في تركيا إمكانية تقديم المساعدة للّاجئين هناك، لكنّ الحكومة التركية رفضت الاقتراح، مدعيةً أنّها لا تحتاج المساعدة، وأنّها تهتم باللاجئين دون الحاجة إلى مساعدة منظمات خارجية. وصُرف النظر عن إمكانية إغاثة اللاجئين في لبنان بسبب الوضع الأمني هناك والخشية على أمن الطواقم.
وبعد أن توجهت إلى الحكومة الأردنية والمنظمات الإنسانية التي تقدم الدعم للّاجئين السوريين في الأردن، وقوبل اقتراحها بالترحاب، بدأت المنظمات، وعلى رأسها “جوينت”، بتطوير برنامج إغاثة وجمع تبرعات لأولاد مخيم الزعتري للّاجئين. في المرحلة الأولى، ستدير المشروعَ منظماتٌ أخرى تنشط حاليا في الأردن، لتسهيل العمل مع المواطنين السوريين الذين ينظرون إلى إسرائيل كدولة عدوّ، رغم أنّ إدارة المشروع ستتمّ من نيويورك فقط.
وتضيف”هآرتس” أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تنشط فيها منظمة الـ”جوينت” اليهودية في الشأن السوريّ، حيث كانت الحملة السابقة للمنظّمة في بداية التسعينات مع خروج بقية الجالية اليهودية السورية في إطار اتفاق سري بين نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد وإدارة كلينتون. هذه المرة، لا يجري الحديث عن تقديم المساعدة لليهود، بل عن برنامج في إطار عمليات الإغاثة الموسعة للمنظمة من أجل السكان المحليين في دول نامية.