سجّل الرئيس أوباما أمس (الأربعاء) انتصارًا آخر في طريقه للهجوم على سوريا. فبعد يومَين من البيانات الموجزة لممثلي الإدارة والنقاشات، صوتّت لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ بأكثرية 10 ضد 7 لصالح قرار يوافق على هجوم أمريكي محدود على سوريا.
ويمنح القرار الجيش الأمريكي صلاحية الهجوم خلال ستّين يومًا – مع إمكانية التمديد لـثلاثين يومًا آخر. ونجح السناتوران جون ماكين (جمهوري) وكريس كونس (ديمقراطي) في تضمين المسوّدة بندَا يدعو إلى صياغة استراتيجية شاملة بخصوص الصراع في سوريا، تتضمن تحسين القدرات القتالية للمعارضة السورية. ويشدّد البند على أنّ “سياسة الولايات المتحدة هي تغيير موازين القوى في ميدان المعركة”. ويُتوقّع أن يجري التصويت في مجلس الشيوخ الأسبوع القادم، حيث سيؤدي وجود أكثرية لدى الحزب الديمقراطي إلى إقرار القانون.
وتطرّق وزير الدفاع هاغل في كلماته الافتتاحية أمام اللجنة إلى مخاطر عدم الرد على الهجوم الكيميائي الذي نفذه نظام الأسد، ذاكرًا أنّ السلاح الكيميائي يمكن أن يتدفق إلى عناصر معادية أخرى من النظام. “لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن يمتلك تنظيم كحزب الله سلاحًا كيميائيًّا”، قال. وأضاف أنه إذا لم تتدخل الولايات المتحدة، فثمة “احتمالية عالية جدًّا” بأن يستمر الأسد في استخدام السلاح الكيميائي. وشدّد على أنّ كل عملية ضدّ سوريا، مهما كانت محدودة، ستمسّ بشكل ملحوظ بقدرات الأسد القتالية.
وأضاف وزير الخارجية كيري في خطابه أمام اللجنة: “إذا رأت إيران وحزب الله الأسد باقيًا في السلطة ومستمرًّا في استخدام السلاح الكيميائي، فإنّ هذا خطِر جدًّا على إسرائيل، الأردن، لبنان، ومصالحنا نحن”.
ورفض وزير الخارجية الادّعاءات بأنّ المعارضة السورية لا تقلّ خطورة عن النظام نفسه. فقد شدّد: “أنا لا أوافق أنّ الأكثرية هي من القاعدة والأشرار. ثمة 70 إلى 100 ألف من رجال المعارضة، بينهم 15 أو 20 من الأشرار”. وأوضح كيري أنّ “ثمة معارضة معتدلة. حلفاؤنا السعوديون، القطريون، والإماراتيون يزيدون الدعم عبر اللواء إدريس (قائد الجيش السوري الحر)، ما يؤدي إلى زيادة قوتهم”.
وقدّم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وزير الدفاع تشاك هاغل، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، إفاداتهم في جلسة استماع إضافية في شأن الهجوم على سوريا، وذلك أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب. وخلال كلام كيري، رفعت ناشطات منظمة “نساء بالوردي”، التي تعارض الهجوم، أيادي ملطخة بالأحمر من خلفه، كاحتجاج صامت.
وسارع البيت الأبيض إلى التهنئة على إقرار المسودة في اللجنة. وتطرق الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من جديد لإمكانية القيام بعملية عسكرية في سوريا، موضحًا أنّه شأن أمريكيّ فقط، رغم أنّه قد يُنتج تأثيرات على المجتمع الدولي بأسره. “ليست مصداقيتي فقط على المحك الآن، بل مصداقية المجتمع الدولي أيضًا”، قال أوباما، الذي تحدث من العاصمة السويدية ستوكهولم في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة السويد.