تنتشر في إسرائيل في الآونة الأخيرة ظاهرة قبيحة من الكراهية على خلفية عنصرية. هذه الظاهرة، التي تسمّى “تدفيع الثمن”، تشمل في داخلها التخريب والإضرار العشوائي بالمباني العامة والممتلكات الخاصّة التي تعود لمواطنين عرب، وتُنسب إلى نشطاء اليمين المتطرّف في إسرائيل.
بدأت الظاهرة منذ نحو ستّ سنوات. في تلك الفترة، تم توجيه أحداث “تدفيع الثمن” ضدّ الفلسطينيين، وقد حدثت بشكل عام بعد حالات عنف من قبل الفلسطينيين ضدّ الإسرائيليين، أو بعد قرارات سياسية ليست شعبية بالنسبة لمعظم جمهور المستوطِنين.
قبل نحو نصف عام، بدأت الظاهرة بالانزلاق أيضًا إلى داخل مجال دولة إسرائيل، ووجد السكّان العرب من مواطني دولة إسرائيل أنفسهم على المحكّ. في الأشهر الأخيرة كان ما لا يقلّ عن أربع حالات مختلفة من “تدفيع الثمن”، ومن ضمنها إحدى الحالات التي حدثت أمس ليلا في مجلس الفرديس المحلّي.
دخل ثلاثة أشخاص، كما يبدو من نشطاء اليمين المتطرّف، إلى الفرديس في ساعات الليل المتأخرة وقاموا برشّ شعارات مختلفة داخل المساجد، كُتب فيها أنّه يجب إغلاق المساجد بدلا من المدارس الدينية التعليمية (وذلك احتجاجًا على إغلاق مدارس دينية تعليمية في أنحاء الضفة الغربية)، ورسموا أيضًا إشارة نجمة داود. بعد ذلك، استمرّ هؤلاء الأشخاص وقاموا بثقب إطارات لعشرات السيارات في أراضي المجلس.
وقد زار ظهر اليوم وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، قرية الفرديس وأدان بشكل شديد هذه الأعمال. “هذا مكان للعبادة، يأتي الناس هنا للعبادة” كما قال لبيد، وأضاف: “من يحطّ من قيمة مكان الصلاة لإنسان آخر، ليس عنده احترام لإلهه هو”.
واستمر قائلا: “جئت لمعانقة رئيس المجلس المحلّي لقرية الفرديس ولأقول له بأنّ دولة إسرائيل تدين بكل ما لديها هذا الأمر القبيح الذي قام به هؤلاء المجرمون، هذا أمر خطر جدّا، فاحش وعار على البلاد”.
وقد كشف لبيد عن وجهة نظره بشأن مثيري الشغب قائلا: “هم حفنة من المجرمين الجبناء، حيث يأتون في الليل ويقومون بأعمال التخريب والعنف. ليسوا وطنيّين، وليسوا صهاينة، وإنّما هم مجرّد مجرمين”.
هناك انتقادات شديدة في إسرائيل حول عدم الكفاءة لدى السلطات القانونية في التعامل مع قضايا من هذا النوع، على الرغم من الافتراض بأنّ شرطة إسرائيل على علم بهوية المخرّبين. وقال لبيد إنّه تحدّث مع وزير الشرطة يتسحاق أهرونوفيتش، وأدرك أن الشرطة تتعامل مع المسألة بكامل الجدّية والخطورة انطلاقًا من الفهم بأنّه “يجب التعامل مع هؤلاء المجرمين. نحن سنعالج المسألة”.
وقد جرى اليوم في الفرديس إضراب عام، والذي تضمّن الجهاز التعليمي، احتجاجًا على هذه الأعمال. والفرديس قرية تقع في شمال إسرائيل ويبلغ عدد سكّانها نحو 12,000 مواطن، نحو 99% منهم من العرب المسلمين.