عندما كان يبدو أن فكرة الضمّ واتخاذ خطوات أحادية الجانب تحديدًا، تحتل مكانًا في السياسة الإسرائيلية، يصرّح وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد أنّ الحلّ الوحيد الذي يمكن تصوّره هو إقامة دولة فلسطينية بعد المفاوضات مع إسرائيل. رغم الثمن الكبير الذي ستكلّفه هذه الخطوة لإسرائيل، يقول لبيد: “كلّ إمكانية أخرى ستكون أكثر سوءًا”.
وقال لبيد ردًا على أقوال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة الأخير: “إنّ فكرة الخطوات من جهة واحدة تتزايد شعبيّتها في إسرائيل”، وقال أيضًا حول اقتراح الوزير نفتالي بينيت الذي بموجبه ستضمّ إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية: “ليس هناك حلّ آخر غير حلّ الدولتين. إن الانسحاب من طرف واحد، وضمّ المناطق المختلفة، سيؤديان إلى دولة ثنائية القومية، وهذه هي نهاية القومية وأنا لستُ مستعدّا لذلك، وإن محاولة البحث عن حلول كهذه هي محاولة غبية ولا ينبغي لنا أن نسمح بها”. أضاف لبيد: “ليس لديك طريقة لابتلاع أربعة ملايين فلسطيني وأن تبقى في دولة يهودية”.
وصرّح لبيد أنّه يعلم الثمن الكبير الذي ستجبيه التسوية السياسية؛ إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين. وحسب أقواله: “ستكون دولتان، وسيتمّ إجلاء المستوطنين”. قال لبيد: “يجب التوصّل إلى تسوية مع الفلسطينيين وإجلاء 80 حتى 90 ألف مستوطن”، وأضاف: “سيكون هذا أكبر تمزّق تشهده البلاد. ولكن سنضطرّ إلى حلّ الأمور بالطريق الطويل والمؤلم وليس بالطريق القصير والمريح، لأنّه لا يوجد قصير ومريح”.
وبالتباين، لا يتجنّب لبيد إلقاء اللوم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واتهام السلطة الفلسطينية في انهيار جولة المحادثات الحالية. أوضح لبيد قائلا: “يمكن إلقاء اللوم على أنفسنا إلى الأبد، ولكن أبو مازن هو من قام بتفكيك هذه الجولة”، وتساءل عمّا إذا كان السياسي الذي يهمّه الأمر ويرغب في الوصول إلى تسوية سياسية يتصرّف هكذا. قال لبيد، الذي أعلن عن أنّ إسرائيل لن تفاوض حماس، يجب أن نعثر من بين الفلسطينيين على رجل يمكنه الحديث باسمهم.
تطرّق لبيد في كلامه إلى عدد من المواضيع الأخرى، وعلى رأسها الجدل الحادّ بين وزارة المالية والجيش حول ميزانية أمن إسرائيل. حسب أقوال لبيد: “في كلّ مرّة يصرخ فيها الجيش “واحسرتاه” فإنّه يحصل على المزيد من المال”. أضاف لبيد: “لا يمكن أن تكون وزارة الدفاع هي الوزارة الوحيدة التي تحصل على ميزانية، توقّع عليها، وكلّ ثلاثة أشهر تقول إنّها لم تتدبّر أمرها وتريد المزيد من المال”.