أكد مصدر فلسطيني لـموقع “المصدر ” أن اللقاءات التي أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس (السبت) في العاصمة الفرنسية مع كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الفرنسي، جون مارك ايرولت، كانت لقاءات جيدة لكن لم ينتج عنهما أي شيء يمكن القول أنه من شأنه أن يحدث اختراق في الملف السياسي مع إسرائيل.
وقال المصدر أن المقترحات التي تم طرحها في هذه اللقاءات لم تشتمل على أي شيء جديد، ولن تدفع بالفلسطينيين، على الأقل في المستقبل المنظور، أن يتراجعوا عن موقفهم المطالب برعاية دولية للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية”.
في نهاية لقاء كيري-عباس قال المسؤول الفلسطيني، صائب عريقات، أنه لا تعارض بين المبادرة الفرنسية والمبادرة الأمريكية وكذلك المصرية، لكن المصدر أشار أن الفلسطينيون يميلون الى المبادرة الفرنسية، كونها تحتوي أكثر من غيرها على اليات واضحة لجدولة المفاوضات ولكيفية تطبيق مبادئ هذه المفاوضات في حال أراد الطرف الإسرائيلي التملص منها مجدداً.
المصدر نفى أن يكون الموقف من المبادرة المصرية ناتج عن حسابات داخلية منها على سبيل المثال العلاقة الجيدة التي تربط القيادة المصرية بالقيادي الفلسطيني محمد دحلان ، “هذه خزعبلات ينميها الإعلام ولا علاقة لها بالحقيقة. علاقة القيادة الفلسطينية بالقيادة المصرية قوية ولا تتأثر بعلاقات جانبية، فمن حق القيادة المصرية أن تقيم أي علاقات هي تريد طالما أن هذا لا يمس بالشرعية الفلسطينية”.
لكن ورغم هذه التصريحات، أكد عدد من المصادر الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني لن يتعاون مع المبادرة المصرية كمبادرة رسمية يتبنها الفلسطينيون حتى أن يتم منع القيادي، دحلان ومعاونيه في مصر الحيز الكبير الذي يمنحهم صفة تمثيلية موازية لتلك التي تحظى بها السفارة الفلسطينية في القاهرة، بالإضافة الى ضرورة أن توقف القاهرة بناءها لمحمد دحلان كبديلها المفضل للرئيس الفلسطيني.
في هذا السياق نشير الى أن وبعد نشر “المصدر” خبر حول مساعي مصرية لمصالحة الرئيس عباس بالقيادي دحلان، أكد عدد من مقربي الرئيس عباس أنه وفي ظل المعطيات الحالية من غير المتوقع أن تحدث مثل هذه المصالحة قريبا، “الرئيس ومن حوله غير متحمسون للفكرة. “الأضرار التي تسبب بها دحلان واعلامه للقيادة الفلسطينية لا تُمحى بهذه السرعة، ونحن لا نرى أي جدوى من مثل هذه المصالحة إذا ما لم تكن هناك ضمانات بأن يحترم الجميع المؤسسات الرسمية والفتحاوية المنتخبة والقرارات التي نتجت عنها، بالإضافة الى أنه هناك ملفات قضائية كبيرة بحق دحلان يجب التعامل معها وفق القانون الفلسطيني”، قول أحد المطلعين على الملف في محيط الرئيس الفلسطيني.
من ناحية أخرى قلل مصدر فلسطيني من أهمية اللقاء الذي جمع بين الرئيس عباس وبين زعيمة مجاهدي خلق والمعارضة الإيرانية، مريم رجوي، بالقول أنه اجتماع لتبادل وجهات النظر لا ينم عنه أي رغبة بالتدخل في الشأن الإيراني “رغم تدخلات إيران في الساحة الفلسطينية”. ونفى أن يكون اللقاء ناتج عن ضغوط عربية مورست على القيادة الفلسطينية لإجراء هذا اللقاء في سياق الجبهة السياسية المفتوحة بين إيران وبعض الدول العربية وعلى رائسها السعودية، التي تسعى الى تعزيز المكانة الدولية لهذه المعارضة في سياق الحرب السياسية بين هذه الدول وبين إيران.