سلطت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير مطول نُشر في عددها الصادر اليوم، الاثنين، عن مشاريع التخرج الخاصة بكليات ومعاهد الهندسة المعمارية في إسرائيل، الضوء على 11 مشروعا عالجوا قضايا سكنية تتعلق بالأطراف بعيدا عن مدينة تل أبيب. فقمنا باختيار 3 مشاريع تتعلق بقضايا البناء في المجتمع العربي في إسرائيل، وفي الحالة السكنية الخاصة بالمستوطنات والقرى الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية.
كيف يمكن الربط بين مستوطنة وقرية فلسطينية؟ الحل على الورقة ممكن.. فهل يمكن تطبيقه؟ طرح الطالب شلومو شتراوس، الذي يسكن في مستوطنة “كرني شومرون”، في مشروع التخرج الخاص به تصميما معماريا يربط بين المستوطنات النائية وبين قرى الفلسطينية في الضفة الغربية. واختار الطالب منطقة خالية – عبارة عن وادٍ على جانبيه مستوطنة وقرية فلسطينية- لتكون الحيز الملائم لتصميمه المعماري الجديد. وقال الطالب إن البناء الجديد يجب أن لا يكون محصورا في التعريف التقليدي أن يكون حيز للسكن فحسب، إنما يجب أن يكون لغة تربط بين الغرباء، وبإمكانه التمدّد على هذه الأساس، فقام بإنشاء حيا سكني يربط بين الجانبين دون حواجز.
وفي معهد ال “تخنيون” للتكنولوجيا والعلوم، عاجلت الطالبة حيلي هرشكوفيتس، قضية البناء في المجتمع البدوي في النقب، التي تعاني من عدم التنظيم وضائقة عدم ترخيصها. فقامت الطالبة، بعد بحث عميق لوضع البناء في هذا المجتمع، والنظر إلى وضعه الاجتماعي، بما في ذلك العائلات التي تقطن هذه القرى وعملها وظروفها، بطرح نموذج لتصميم معماري لحي يقوم على مساحة بجانب القرى القائمة، واللافت فيها أنها تحافظ على الوضع الطبيعي للمكان، أي أنها تحافظ على عدم التنظيم إلى حد ما، وتمكن ترخيص البناء للبدو والارتقاء بحياتهم بربطهم للبنى التحتية الضروية.
ومن المشاريع الأخرى اللافتة كان مشروع التخرج للطالبة العربية ميس عبد الحي، والتي وضعت النساء في جسر الزرقاء في محور عملها، وحاولت إنشاء حيز معماري يحرّر النساء من “السجن” الذي تعيشه، حسب تعبيرها. فالنساء في هذه البلدة الفقيرة يعلن عائلاتهن إثر نسب البطالة العالية في أوساط الرجال في القرية، ومحاطات من ناحية الموقع الجغرافي، ففي الغرب هنالك البحر، وفي الجنوب مدينة قيصرية، وفي الشمال برك السمك التابعة لبلدة “معجان ميخائيلي”. فقامت المهندسة المعمارية بإنشاء مبانٍ عامة تحوي مقاهٍ وأماكن لقاء معدة للنساء فقط بهدف تعزيز مكانة المرأة.