يُعتبر جواز السفر الإسرائيلي من أقوى الجوازات، وهو يسمح بالدخول إلى العديد من البلدان الصديقة في العالم. وفقا لتصنيف أجري في العام الماضي، يحتل جواز السفر الإسرائيلي مرتبة جيدة جدا في العالم – المرتبة الـ 24، وهو يسمح بالدخول إلى 147 بلدا دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة دخول.
ولكن بسبب العلاقات العدائية أو نقص العلاقات الدبلوماسية مع معظم الدول العربية المجاورة، فليس في وسع المواطنين الإسرائيليين أن يزوروا هذه البلدان. بالمناسبة، هناك العديد من الإسرائيليين الذي يحملون جنسية مزدوجة، لهذا يحق لهم الحصول على جوازَي سفر، إذ يسمح أحدهما لهم بالدخول إلى الدول العربية المجاورة.
كيف يدخل الإسرائيليون إلى بعض بلدان المنطقة دون أن يحصلوا على جنسية أخرى أو جواز سفر آخر؟
الأردن ومصر
كما هو معلوم، وقعّت إسرائيل على معاهدتي سلام مع جارتها الأردن الواقعة شرقا من حدودها ومع مصر الواقعة جنوبا.
يزور العديد من الإسرائيليين عمان العاصمة لقضاء إجازة، أو لقضاء عطلة الأعياد المنظمة وزيارة البتراء والعقبة. غالبًا، يكون الانتقال من إسرائيل إلى الأردن برا أو جوا وليست هناك حاجة لإصدار تأشيرات الدخول.
كما يزور السيّاح الإسرائيليون الأهرامات في القاهرة، على الرغم من أنه طرأ في السنوات الأخيرة انخفاض كبير على عدد الرحلات الإسرائيلية المنظمة إلى بلاد النيل.
بموجب اتفاق السلام مع مصر، تقرر أن تكون هناك عملية بسيطة إلى حد ما لإصدار تأشيرة دخول إلى مصر. بشكل عام، فإن زيارة سيناء والجبال في شبه الجزيرة لا ينطوي على الحصول على تأشيرة دخول مسبقا. يحصل الإسرائيليون المعنيون على تصريح دخول إلى سيناء عند وصولهم إلى المعبر الحدودي في إيلات. يسمح لهم التصريح الذي يحصلون عليه في المعبر الحدودي بالإقامة لمدة 14 يوما في سيناء. وهو قابل للتجديد بعد مرور 14 يوما على إصداره في المعبر الحدودي ذاته. يتيح هذا التصريح الإقامة في منطقة واسعة تشمل كل منطقة شاطئ سيناء، شرم الشيخ، وجزء كبير من جبال سيناء الشرقية.
يتعين على أصحاب جواز السفر الإسرائيلي الذين يزورون مناطق أخرى في مصر، مثل القاهرة أو الإسكندرية، أن يقدّموا مسبقا طلبا للحصول على تأشيرة دخول من السفارة المصرية في تل أبيب. شروط هامة: يجب أن يكون جواز السفر ساري المفعول لمدة 6 أشهر، وأن يحتوي على صفحتين فارغتين من التوقيعات والختم. تكلفة إصدار تأشيرة دخول هي 150 شاقل (زهاء 42 دولارا). يستغرق إصدارها حتى أسبوعين تقريبا فقط.
لبنان
تعتبر إسرائيل لبنان دولة معادية، لهذا يُحظر على المواطنين الإسرائيليين، حاملي أصحاب جواز السفر الإسرائيلي، الدخول إلى الأراضي اللبنانية.
ومع ذلك، طرأ تغيير آخر في العام الماضي. شهريا، يسافر عشرات المسيحيين من مواطني إسرائيل في إطار رحلة حج منظمة عبر حافلة إلى المعبر الحدودي مع الأردن. ثم يغادرون إسرائيل متجهين إلى عمان، ويظلون فيها ليومين للراحة، ومن ثم يسافرون جوا إلى مطار بيروت لزيارة المواقع المقدّسة لمدة أسبوع في أرجاء لبنان. تصدر السلطات الأردنية تأشيرات الدخول الأردنية المؤقتة للحجاج المسيحيين، ويتم هذا التعاون، من بين أمور أخرى، بناء على طلب السلطة الفلسطينية.
يمكن الحصول على المزيد من التفاصيل حول زيارة المؤمنين المسيحيين، مواطني دولة إسرائيل، إلى لبنان، في هذه المقالة، هنا…
السعودية – مكة والمدينة
يزور ملايين المسلمين سنويا المواقع المقدّسة في مكة والمدينة لتأدية الحج، إذ يشكل الحج وصية رئيسية في الإسلام. إن مكانة عرب إسرائيل المسلمين ليست منسية، إلا أنها فريدة من نوعها، لهذا هناك صعوبة في وصولهم إلى المدينة المقدسة.
بما أن المملكة العربية السعودية لا تعترف بإسرائيل، فإن دخول الحجاج الذين يحملون جواز سفر إسرائيلي غير ممكن، لهذا تكون الترتيبات المتعلقة بوصولهم إلى مكة منوطة بالأردن ولجنة الحج في السعودية. في الواقع، يسمح الأردن مسبقا لعدد محدود من الحجاج المسلمين الإسرائيليين بالحصول على جواز سفر أردني مؤقت يسمح لهم بالدخول إلى السعودية.
حتى قبل ثلاث سنوات، كانت الرحلة طويلة وممكنة فقط عبر الحافلات والرحلات الطويلة بين حدود الدول الثلاث، إسرائيل-الأردن-والسعودية. ولكن في عام 2014، للمرة الأولى، كان من الممكن أن يسافر المسلمين الإسرائيليين جوا عبر مطار بن غوريون إلى جدة، عبر الأردن. يسافر مواطنو إسرائيل المسلمون إلى مكة والمدينة خلال السنة كجزء من أداء مناسك العمرة.
الإمارات العربية المتحدة
في السنة الماضية، نُشرت شائعات أن العديد من المواطنين العرب الإسرائيليين، المسيحيين والمسلمين (كذلك اليهود الذين يحملون جوازات سفر أجنبية أو أصحاب الأعمال الكبيرة أو أولئك الذين يشاركون في المعارض الدولية) يزورون دبي.
من المعلومات القليلة المتاحة في وسائل الإعلام وشركات السياحة الخاصة التي تسمح بالوصول إلى الإمارات العربية المتحدة، يمكن الإشارة إلى ثلاثة نقاط:
1. يصل بعض السياح الإسرائيليين إلى دبي وهم في طريقهم إلى دول أخرى في الشرق، ويمكثون في مجمّع مطار دبي الكبير. يحاول العديد منهم استغلال وجودهم في مكان مميز والتمتع بالخدمات الجذابة الكثيرة التي يقدمها المطار، بما في ذلك الإقامة في الفنادق، الترف، إجراء الرحلات، التسوّق، وجولات الطهي.
2. الإسرائيليون الآخرون الذين يتجوّلون في المدينة الكبيرة ويغادرون المطار ينجحون بهذا بعد حصولهم على تأشيرات دخول خاصة للمشاركة في المؤتمرات الدولية لفترات قصيرة جدا فقط.
3. تشهد الفترة الأخيرة تدفقا لعشرات الإسرائيليين العرب إلى الإمارات العربية المتحدة. يتلقى مواطنو إسرائيل العرب من السلطة الفلسطينية جواز سفر مؤقت يسمح لهم بالدخول لفترة قصيرة إلى الإمارات.
دول شمال إفريقية: المغرب، تونس
يزور السيّاح الإسرائيليون هذه البلدان التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية ومؤسسية مع إسرائيل أيضا، وتجري هذه الزيارات غالبًا ضمن مجموعات منظمة، للذين تعود أصولهم إلى هذه البلدان أو بهدف زيارة قبور العلماء والصديقين اليهود الكبار الذين عملوا ودرسوا في القرون السابقة في مدن كبيرة مثل مراكش، ملاح، وفاس أو جربة في تونس. يزور القليل من الإسرائيليين المغرب وتونس أيضًا في رحلات في الطبيعة وحدهم.