يتابع المحللون في إسرائيل زيارة العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، الذي أنهى إجازة طويلة في المغرب منذ وقت قصير، إلى الولايات المتحدة، والمحادثات التي يجريها مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن كثب، مدركين الأهمية البالغة لهذه الزيارة على علاقة السعودية مع أمريكا، وعلى مستقبل الشرق الأوسط. والسؤال البارز في تحليلاتهم هو: كيف سيرد أوباما “المتردد” على العاهل السعودي ذي السياسة الحازمة في المنطقة؟
وفي تحليل مطوّل خاص باللقاء التاريخي، على صحيفة “هآرتس”، كتب المحلل تسفي برئيل، أن الملك السعودية يصل إلى الولايات المتحدة كزعيم قوي، ومستثمر كبير في اقتصاد الولايات المتحدة، ولا شك في أنه سيستقبل “استقبال الملوك” وبحفاوة كبيرة، لكن داخل غرفة المحادثات سيواجه العاهل السعودي أوباما بأسئلة صعبة تخص سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا واليمن.
ويكتب برئيل أن المملكة السعودية، مع وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم، أصحبت تنتهج سياسة تتسم ب “الفعّالية” والتدخل المباشرة في صراعات الشرق الأوسط، بعكس ما كانت عليه الأمور في السابق، حين كانت تتحلى بالصبر وتحاول التأثير في مجريات الأحداث بصورة غير مباشرة. ويقول برئيل في هذا الصدد أن السياسة السعودية “الفعّالة” تحشر الرئيس أوباما في الزاوية لأنه ينتهج منذ سنوات سياسة أمريكية مترددة في المنطقة.
ويشير المحلل الإسرائيلي إلى أن العاهل السعودي سيطالب أوباما بتوضيحات فيما يتعلق بالمواقف الأمريكية من سوريا واليمن وإيران، خاصة أن أولويات إدارة أوباما تبدو وكأنها تختلف عن أولويات السعودية في المنطقة. ففي اليمن تحارب السعودية الحوثيين، أما أمريكيا فتحصر حربها ضد القاعدة، حتى أنها تنظر إلى الحوثيين كفصيل يمكنه أن يساهم في الحرب على القاعدة.
وفي سوريا، تشعر السعودية أن موقفها الحاسم بأن الأسد لن لا يمكنه أن يكون جزءا من الحل في مستقبل سوريا، يواجه في موقف أمريكي متردد، حيث تنظر أمريكا إلى الصراع وهمها الكبير هو “داعش”، ومن بإمكانه الوقوف ضد داعش.
وفي الملف الإيراني، لا سيما بعد أن حصل الرئيس الأمريكي على الأغلبية اللازمة في الكونغرس للمصادقة على الاتفاق، سيعبر العاهل السعودي عن قلقه من عودة النفوذ الإيراني في المنطقة جرّاء هذا الاتفاق الذي يتمسك به أوباما ويعتبره إنجازا كبيرا لسياسته في الشرق الأوسط.
ويذهب برئيل إلى القول أن “مستقبل الشرق الأوسط سيكون على طاولة المحادثات في واشنطن”، ويختم مقاله كاتبا “أوباما سيحتاج إلى شحذ مواهبه الدبلوماسية والبلاغية لكي يضمن أن “فوزه” في ملف إيران النووي، لن يأتي على حساب شقيقته السعودية، ولن يؤدي إلى “خسارة” الشرق الأوسط العربي”.