في الأيام القليلة قبل بدء المسيرة الفلسطينية الأكبر في السنوات الماضية، المعروفة باسم “مسيرة العودة الكبرى”، ما زالت ملامحها غير واضحة لمعظم المراقبين. ففي حين تكرس إسرائيل جهودها استعدادا ليوم الجمعة القريب “يوم الأرض” الذي يصادف في عشية عيد الفصح اليهودي، يستعد الفلسطينيون لمسيرة قد تمتد لبضعة أسابيع على الأقل، حتى “يوم النكبة” الذي يصادف بتاريخ 15 أيار 2018 أو أكثر.
تأمل حماس والمنظمات الأخرى التي ترأس المسيرة أن يشارك فيها حشد كبير وأن يصل إلى جدار الفصل بين إسرائيل وغزة. في البداية، كانت هناك توقعات أن تتحول المسيرة إلى “مليونية” ولكن حتى الآن يبدو أنه ليس هناك استعداد كبير لدى الفلسطينيين للمشاركة، لهذا تراجعت حماس عن “مسيرة المليون” وباتت تتحدث عن مشاركة 100 ألف فلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن رغم الجهود المبذولة في الحملة الخاصة بالمسيرة، شبكات التواصل الاجتماعي، والقنوات الإعلامية التقليدية، يبدو أن الحملة لا “تحقق” نجاحا كبيرا، ولكن قد يتغير الوضع قريبا من يوم الجمعة. ففي صفحة الفيس بوك المخصصة للمسيرة شارك حتى الآن بعض آلاف المتابعين فقط، ومن يراقب النشاطات في شبكات التواصل الاجتماعي يلاحظ إلى أن هناك إقدام محدود من جهة الشبان.
بالمُقابل، إسرائيل لا تخاطر وتستعد للحدث وربما أنها تحقق هدفا ليس مرغوبا فيه للمبالغة بحدة التهديدات. فقد تلقى جنود كثيرون تعليمات تحظر عليهم الخروج إلى عطلة عيد الفصح اليهودي وتفرض عليهم البقاء في الثكنات. كما سينشر الجيش قناصون على طول الحدود، وستكون الاستخبارات على أهبة الاستعداد.
لا تقتصر الاستعدادات للمسيرة من جانب الفلسطينيين على قطاع غزة فحسب، ومن المخطط إجراء مسيرة في الضفة الغربية باتجاه نقاط الاشتباكات والمعابر بعد صلاة يوم الجمعة، وطبعا داخل إسرائيل وفي القدس.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية، أفيحاي أدرعي، مقطع فيديو تحذيريا للفلسطينيين، ولكن هناك مبادرات أخرى، مثلا، اقترح عوفر مندلوفيتش، والد جندي إسرائيلي قُتِل في الحرب مع حماس في حي الشجاعية في غزة اقتراحا مناشدا فيه سكان غزة الذين يتجهون نحو الجدار أن ينضموا إلى نشطاء سلام إسرائيليين ويشاركوا معهم في مسيرات سلمية.