قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض الخميس إن بلاده تراقب عن كثب أعمال إيران التي تزعزع الاستقرار، وذلك خلال محاولته طمأنة الخليجيين حيال اتفاق نووي محتمل مع طهران.
كما أشار إلى انه قد يكون هناك حاجة لممارسة “ضغوط عسكرية” لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه الدولة الإسلامية من جهة والمعارضة المتحالفة مع الغرب من جهة أخرى.
ووصل كيري إلى الرياض حيث اجتمع في قاعدة عسكرية مع وزراء خارجية الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي بعد ثلاثة أيام من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني في سويسرا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وقال للصحافيين “حتى وإن كنا نخوض هذه المحادثات مع إيران حول هذا البرنامج، فلن نتغاضى عن اعمال إيران التي تسبب زعزعة للاستقرار في المنطقة معددا “سوريا ولبنان والعراق والجزيرة العربية وخصوصا اليمن”.
وأضاف انه يزور السعودية لاطلاع وزراء خارجية دول الخليج على ما وصلت اليه المفاوضات مع إيران.
وتبدي السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الخمس الاخرى قلقا حيال اي تقارب مع النظام الشيعي.
لكن كيري أوضح “نحن لا نتوقع مساومة كبيرة. لن يتغير شيء في اليوم التالي لتوقيع هذا الاتفاق، اذا توصلنا اليه، بالنسبة لأي مسالة اخرى تشكل تحديا لنا في هذه المنطقة، عدا عن اننا سنكون اتخذنا خطوات لضمان ان إيران لن تحصل على السلاح النووي”.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل “سواء تم او لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستكون الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالتصدي لباقي المسائل مع إيران بما فيها دعمها للإرهاب”.
وتسعى دول مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والمانيا إلى ابرام اتفاق مع إيران بهدف منعها من حيازة السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
من جهته، حذر الفيصل من تنامي دور إيران في العراق متهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال ان “تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد”.
وكان قائد الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي قال الثلاثاء ان دور إيران في استعادة تكريت قد يكون “ايجابيا” اذا لم يتسبب في نزاعات طائفية جديدة.
وتخشى السعودية مطامع إيران في الخليج.
كما دعا وزير الخارجية السعودي الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع التنظيم المتطرف في سوريا والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم “على الارض”.
وقال في هذا السياق، ان “المملكة تؤكد اهمية هذا التحالف لمحاربة داعش في العراق وسوريا وترى اهمية توفر السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الارض. ان تكتسي هذه الحملة منظومة استراتيجية شاملة”.
وانضم عدد من الدول العربية إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وايد الرئيس باراك اوباما الضربات الجوية مستبعدا نشر قوات على الارض.
وحول الازمة في سوريا، قال كيري ان الاسد “فقد كل ما يمت إلى الشرعية بصلة لكن لا اولوية لدينا اهم من ضرب داعش ودحرها”.
وأضاف “في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الدبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي”، موضحا ان “الامر قد يحتاج إلى ضغوط عسكرية”.
وبعد انتهاء اللقاء، توجه كيري إلى الدرعية في ضواحي الرياض حيث بدأ مباحثات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
والتقى الرجلان للمرة الاولى في 23 كانون الثاني/يناير بعد وفاة الملك عبد الله، اذ شارك كيري في وفد بقيادة الرئيس الأمريكي باراك اوباما التقى الملك سلمان بعد خمسة ايام على تسلمه السلطة.
وبهدف طمأنة حلفائه، قال كيري الاربعاء ان واشنطن لا زالت قلقة من مساعي إيران نشر نفوذها في المنطقة.
وأضاف للصحافيين قبل مغادرته سويسرا الاربعاء “في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي ابدتها بلدان على الانشطة الإيرانية في المنطقة (…) تقضي الخطوة الاولى بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ومن دون اتفاق ستتمكن إيران من المضي قدما في برنامجها النووي ونحن متأكدون من ذلك”.
من جهتها قالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف “حتى اثناء التفاوض، ليس هناك ما يعكس تحسنا اكبر في العلاقات او تراجعا للقلق الذي نشعر به”تجاه إيران. وتابعت ان “الامر لا يتعلق بتقارب اكبر باي طريقة كانت بل مرتبط بالمسألة النووية فقط لا غير”.
وتشارك دول من الخليج في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى اعتداءات مشينة بينها ذبح رهائن اجانب ومسيحيين، فضلا عن حرق طيار اردني حيا.
وبدأت السعودية غاراتها الجوية ضد “الدولة الاسلامية” في ايلول/سبتمبر، الا ان مصدرا دبلوماسيا غربيا اشار إلى ان الطلعات الجوية السعودية اليوم “ليست بالمقدار الذي بدأت فيه”.
وردا على قلق الخليج بشأن احتمال عدم اهتمام واشنطن بالعمل على اتفاق يتضمن تنحي الرئيس بشار الاسد عن السلطة، اكد مسؤول في الخارجية الأمريكية “نحن نعمل بشكل وثيق جدا مع شركائنا في الخليج حول سوريا ليس فقط لمواجهة تنظيم داعش، بل لنوضح اننا نعتقد بانه لا يمكننا ان نرى السلام والامن في سوريا الا في حال حصول تغيير في النظام في دمشق”.
ولا تقتصر المحادثات على إيران وسوريا اذ تحول اليمن المحاذي للسعودية إلى مصدر للتوتر الاقليمي بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في العاصمة صنعاء.
وقال كيري الاسبوع الماضي ان الدعم الإيراني للحوثيين ساهم في اسقاط الحكومة في صنعاء.
واغلقت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء وتحضر اليوم لنقل سفيرها للعمل من مقر القنصلية الأمريكية في جدة.