يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلى إسرائيل في محاولةٍ لإنقاذ المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، التي تبدو على حافة الهاوية، وذلك على خلفية الانقسام الشديد في مسألة إطلاق سراح بقيّة الأسرى الذين سُجنوا في الفترة التي سبقت اتفاقيات أوسلو. فالفلسطينيون يصرّون على عدم مواصلة المفاوضات دون تحرير الأسرى، فيما ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم دون التوافُق على استمرار المحادثات.
نُشر اليوم أنه يُتوقَّع أن ترفع إسرائيل عدد الأسرى الذين سيُطلَق سراحهم، لكن دون إطلاق سراح أسرى يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة. ويهدِّد موضوع الإسرائيلي بتفكيك ائتلاف نتنياهو. فالوزير نفتالي بينيت، الذي سبق له التعبير عن معارضته إطلاق سراح الأسرى في الماضي، قال: “مقابل ماذا سنطلق سراح 400 أسير؟ مقابل استمرار المفاوضات؟ هذا لن يحصل، لن يمرّ في الحكومة”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد درست في الفترة الأخيرة تغيير المعادَلة التي اتُّفق عليها في بداية المحادثات قبل ثمانية أشهر – استئناف المفاوضات مقابل إطلاق سراح الأسرى. لكنّ هذه الخطوة أيضًا يمكن أن تواجه معارضة شديدة من قبل أعضاء الائتلاف اليمينيّين.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد أوضح يوم أمس أنّ المحادثات لن تُستأنَف دون مقابل مناسب يدفعه الفلسطينيون. وفي ما يتعلّق بمُستقبل المفاوضات، قال نتنياهو: “إمّا أن يُبتّ الأمر أو يتفجّر. في جميع الأحوال، لن تكون هناك صفقة دونَ ثمن مناسب”.
الفلسطينيون أيضًا، من جانبهم، لا يبدون مرونة. “عبّر أبرز أسيرَين، مروان البرغوثي وأحمد سعدات، عن معارضتهما الشديدة لمواصلة المسار مع إسرائيل، إذ ليست هناك أيّة جدوى، حسب تعبيرهما”. واقتبست وكالة الأنباء الفلسطينية “معًا” عن سعدات قوله إنّ “الخروج من المأزق الراهن بات يحتاج إلى وقف المفاوضات والكفّ عن المراهنة عليها”. وأضاف البرغوثي أنّ “من غير المتوقع للمفاوضات أن تحقق الحد الأدنى من الطموحات الوطنية الفلسطينية، وإسرائيل تستخدم المفاوضات لكسب المزيد من الوقت”.
وسط هذا الجوّ المليء بالتشاؤُم، سيبذل كيري قصارى جهده لمنح المحادثات التي تحتضر جرعة من الأكسجين.