التقى كيري أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان، على مائدة الإفطار وقد استغرق اللقاء نحو خمس ساعات. وتشير التقارير إلى إحراز تقدم في المحادثات. وأعلن الناطق بلسان “أبو مازن” أن الشخصيتين قد ناقشتا مسائل يمكنها أن تساهم في خلق جو ملائم للعودة إلى طاولة المفاوضات.
ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الفلسطيني أبو مازن غدا اقتراح كيري مع قيادات السلطة الفلسطينية حول استئناف المفاوضات السلمية بهدف التوصل إلى حسم، هذا ما أعلنه عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف.
وقد التقى كيري صباح اليوم سكرتير الجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية آخرين من الجامعة العربية لمناقشة مبادرة السلام العربية. وتشير تقارير مختلفة إلى أن كيري قد طلب من أعضاء بعثة الجامعة العربية الضغط على “أبو مازن” وإقناعه بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وأشارت جهات عربية إلى أن أسلوب كيري في إحياء العملية السلمية يرتكز على محفّزات هادئة وغير جوهرية بين الطرفين، كمحفزات اقتصادية للسلطة الفلسطينية، وإطلاق سراح عدد من الأسرى وتجميد معين وهادئ للبناء الإسرائيلي عبر الخط الأخضر.
وقال العربي إن بعثة الجامعة العربية قد حصلت على تأكيد من الإدارة الأمريكية بأن الولايات المتحدة سوف تكون ملزمة بإنهاء النزاع في السنة الحالية. وعلى حد أقواله، فإن الخطة الأمريكية تشمل ثلاثة محاور: المحور السياسي الذي يهدف إلى إعادة الأطراف إلى مائدة المفاوضات، والمحور الأمني الذي يتم في إطاره تعيين جنرال أمريكي يقوم بتقييم الوضع في زيارة يجريها إلى المنطقة والمحور الثالث هو اقتصادي يشمل خطة أمريكية ثلاثية السنوات تشمل سياسات إضافية ستقدم مساعدات مالية واقتصادية للضفة الغربية ولقطاع غزة.
رغم التقارير التي تفيد بأن كيري قد خفض من توقعاته استعدادا للزيارة الحالية، إلا أن جهات رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية قد أبلغت أن كيري مصرّ على الإعلان عن استئناف المفاوضات في الأسبوع المقبل.
إلى ذلك، بقي التوتر في إسرائيل قائما في أعقاب إعلان الاتحاد الأوروبي عن قراره عدم شمل أي جهة تزاول أعمالها من أراضي الضفة الغربية، القدس الشرقة وهضبة الجولان في الاتفاقيات. وكان وزير الاقتصاد نفتالي بينت ونائب وزير الخارجية زئيف إلكين قد أعلنا أنه إذا تم تنفيذ قرار الاتحاد الأوروبي فهو سوف يقوّض مساعي كيري عن سابق قصد. على حد أقوالهم، “كنا مستعدين حتى اليوم لإبداء موافقة صامتة على تنازلات محدودة للفلسطينيين ولكن إذا أصرّت أوروبا على ضربنا ضربة قوية كهذه، وفي حال لم يقلل استئناف المفاوضات من الضغوط من جانب المجتمع الدولي – فما من سبب يدعونا لتقديم التنازلات.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد بدأ ممارسة ضغوط بهدف تأجيل نشر التوجيهات بشأن المستوطنات، التي من المتوقع تنفيذها يوم الجمعة المقبل. وبدأ رئيس الحكومة يجري جولة من المحادثات مع الزعماء الأوروبيين وسيتحدث في وقت لاحق اليوم مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشطون. على حد أقواله: “هذا الخطوة تجعل الإسرائيليين يفقدون الثقة بحيادية أوروبا”.
على خلفية توجيهات الاتحاد الأوروبي وزيارة كيري إلى المنطقة، أجّل وزير الأمن موشيه (بوغي) يعيلون، صباح اليوم النقاش حول المصادقة على بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات نائية، وتُجرى الآن مناقشات حول البناء في الكتل الاستيطانية الكبيرة.
من غير المتوقع أن يزور كيري إسرائيل في جولته الحالية في المنطقة، إلا إذا تم التوصل إلى تطورات ملحوظة بشكل خاص، تتيح استئناف المفاوضات.