بعد أنّ أجّل زيارته مرتَين، يُتوقَّع أن تهبط طائرة وزير الخارجية الأمريكي يوم الأربعاء في إسرائيل. وسيلتقي كيري رئيس حكومة إسرائيل وأبا مازن، ويحاول إحداث تقدُّم في المفاوضات العالقة. مع ذلك، تخشى وزارة الخارجية الأمريكية أن يتصلب نتنياهو في مواقفه مع الفلسطينيين، على خلفية الاتّفاق مع طهران.
في المرّة الماضية، غادر كيري إسرائيل خائبَ الأمل من عدم استعداد نتنياهو للتنازُل ولإبداء مُرونة في عددٍ من القضايا التي كان يمكن أن تقود الجانبَين إلى التقدُّم في المحادثات، التي تجري بين رئيسَة وفد المفاوضات الإسرائيلي الوزيرة تسيبي ليفني والمحامي يتسحاق مولخو من جهة، وبين المندوب الفلسطيني في المحادثات صائب عريقات وزميله محمد أشتية من جهة أخرى.
وبالتوازي مع القضية الفلسطينية، يُتوقَّع أن يبدأ وزير الخارجية الأمريكي بالتنسيق بشكل أوليّ مع نتنياهو قُبَيل بدء المفاوضات بين القوى العظمى الست وإيران على اتّفاق دائم حول برنامجها النووي. ومباشرةً بعد زيارة كيري، سينطلق يوسي كوهين، مستشار نتنياهو للأمن القومي، إلى واشنطن لإجراء عدد من اللقاءات في البيت الأبيض، وكذلك مع عناصر مختلفة، لمواصلة الحوار على مستوى الخبراء قُبَيل المفاوضات التي ستُستأنَف مع طهران.
وجرى التخطيط لإجراء زيارة كوهين الأسبوع الماضي، لكنها تأجلت بسبب عيد الشُّكر. كذلك، جرى تأجيل زيارة كيري التي كانت مخطّطة يوم الجمعة من الأسبوع قبل الماضي إلى الأسبوع الجاري. يُذكَر أنّ ذهاب كوهين لإجراء محادثات في واشنطن كان بناءً على اقتراح رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما خلال المحادثة التي أجراها مع نتنياهو بُعَيد التوقيع على اتّفاق المرحلة الأولى مع إيران قبل نحو أسبوعَين.
في الأيام الأخيرة، جرى تسجيل تبادل تصريحات غير مألوف بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفيّة الاتّفاق المرحليّ الذي جرى توقيعه بين القوى العظمى وإيران. مع ذلك، يُتوقَّع أن تُعنى الزيارة بشكل أساسي بالمفاوضات مع الفلسطينيين، لأنّ الأمريكيين معنيّون بمحاولة رَدم الهوّة بين الجانبَين.
بالتوازي، سيقوم وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بخطوة مقابلة حين يُقلع اليوم (3 كانون الأول 2013) من روما إلى واشنطن. بالنسبة لليبرمان، ستكون هذه الزيارة الرسمية الأولى منذ عودته إلى وظيفته في الوزارة، ويُتوقّع أن يلتقي خلالها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، سامانثا باور. كما سيُقابِل كيري يوم الأحد.
في هذه الأثناء، نشر مساء اليوم (الثلاثاء) وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إعلانًا للصّحافة عن انضمام إسرائيل إلى مجموعة الدول الغربية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ورافقت إعلانَ كيري كلماتٌ دافئة بشكل خاصّ.
تسعى إسرائيل منذ زمن طويل للانضمام إلى مجموعة الدول الغربية في المجلس، الذي يُكثر من انتقاد إسرائيل على سياساتها في أراضي الضفة الغربية تجاه الفلسطينيين. ويعني انضمام إسرائيل أنها ستعمل منذ الآن بالتعاوُن مع الدول الغربية، خطوة ستصعِّب على الهيئة العامّة للمجلس أن تُكثر من قرارات الاستنكار لإسرائيل، التي تعترف الإدارة الأمريكية بأنها “مُبالَغ فيها قياسًا لتعامُل المجلس مع أزمات حقوق إنسان أخطر بكثير في أنحاء شتّى من العالم”.
وأثنى كيري على قرار المجموعة الغربية في المجلس، قائلًا: “تمّ اتخاذ القرار متأخرا. الولايات المتحدة تهنئ بضم إسرائيل إلى دول WEOG (مجموعة الدول الغربية) في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدءًا من 1 كانون الثاني 2014. يُذكَر أنه في الفترة التي يتواجد فيها وباء اللاسامية في تصاعُد للأسف، فإنه من المهمّ أكثر من أيّ وقت مضى أن يكون لإسرائيل صوتٌ واضح تستطيع إسماعه في هذا المُنتدى وفي كلّ مكان”.