بعد مرور أسبوعين، سيُجرى سباق لم يُحدد مساره خبراء ومهنيون، أو أشخاص عاديون بل الكتاب المقدس اليهودي. يُذكّر الماراثون بركض شخصية ورد ذكرها في الكتاب المقدس اليهودي بصفتها “رجل من بنيامين” والتي ورد وصفها في الآية التالية: “فركض رجل من بنيامين من الصف، وجاء إلى شيلوه في ذلك اليوم” (سفر صموئيل الأول، الآية الرابعة).
لمزيد دهشة مقيسي المسار المذكور في الكتاب المقدس اليهودي، اكتشفوا أن مسار الركض الذي سار فيه “رجل من بنيامين” والمعروف وفق التقاليد اليهودية بشاؤول الملك، امتد بين ساحة المعركة في إيفن هعيزر القريبة من روش هعاين باتجاه شيلاه، وكان طوله نحو 42 كيلومترا، وهو شبيه بمسار الماراثون المعروف. لقد قرروا استعادة مسار الركض ذاته، لهذا سيُجرى هذا العام، للمرة الثالثة، بمشاركة آلاف العدائين بمسارات مختلفة بدءا من 42 كيلومترا وحتى 5 كيلومترات فقط للهواة.
ينوي جزء من المشاركين في الماراثون الركض وهم حفاة القدمين ليشعروا بأنهم قريبون من الأرض التي ورد ذكرها في الكتاب المقدّس اليهودي، وسيتنكر جزء منهم لشخصيات مذكورة فيه أيضا. لن تنتظر العدائين أجهزة مكبّرات الصوت، بل فرقة تعزف على طبول تقليدية وأبواق.
في يومنا هذا، تقع غالبية المسار المذكور في الكتاب المقدس اليهودي في الضفة الغربية، مما يجعله محط جدل بصفته ماراثونا إسرائيليا. ولكن في الأيام التي ركض فيها “رجل من بنيامين” لم يكن الصراع الحاليّ قائما.
قبل أقل من شهر من إقامة الماراثون الشاب التقليدي، لحقت به ضربة قاسية بعد أن اتضح من صحيفة “جيروزاليم بوست” أنه مؤخرا فقد عضويته في منظمة الماراثون الدولية وهذا في أعقاب توجه نشطاء حركة المقاطعة”.
رد عوفر فدان، مدير عامّ شركة “ماراثون إسرائيل”، التي تنظم الماراثون وفق المسار المذكور في الكتاب المقدّس اليهودي قائلا: “هدفنا هو أن يشارك الجميع وبذلنا جهودا كثيرة من أجل ذلك، وتوجهنا إلى القرى الفلسطينية وستشارك جهات أخرى في الماراثون وهذه الخطوة ليست سهلة ونحن على علم بهذا. هدفنا هو عدم السماح لأية جوانب سياسية أن تؤثر في الحدث وحاولنا أن يكون الماراثون معترفا به كاحتفال عالمي للجميع. سنعالج كل طلبات الفلسطينيين. أكثر من هذا، سنسجل أسماء المعنيين مجانا وهم سيحلون ضيوفا في إسرائيل. نأمل أن يكون الماراثون احتفال سلام ومصالحة، وأن نحقق نجاحا كبيرا مع الفلسطينيين”. رغم كل الجهود التي ذكرها المدير العامّ فدان، يبدو أن غالبية الذين يرغبون في الانضمام إلى الماراثون هذا العام أيضا ستكون من اليهود الإسرائيليين.