العلاقات السياسية بين إسرائيل والدول العربية لم تترك بقعة سالمة. فقد طغت العداوة بين العرب واليهود على مجالات الأدب والثقافة واللغة، ولم تعد القرابة التاريخية بين هذين الشعبين الذين نشآ في نفس البقعة الجغرافية، تهم الشعوب المتخاصمة. ومن الظواهر البارزة التي تدل على المشترك بين الشعبين، اللغة، فهذه بقيت، رغم تقلبات الدهر، شاهدة على التبادل الثقافي بين العربية والعبرية.
إذ يؤكد علماء اللغة العربية، والباحثون المعاصرون، أن الدخيل العبري في اللغة العربية ليس جديدا، فقد دخلت ألفاظ عديدة من العبرية وغيرها إلى اللغة العربية والكلاسيكية في العصور القديمة. وهو أمر مسلم به أن اقتراض الألفاظ من لغة ثانية يساهم في إثراء اللغة، وهذا ما فعله العرب، حيث اقترضوا ألفاظا من الآرامية، والفارسية، واللاتينية، والعبرية وغيرها من الألسن.
وتشير كتب اللغة الموثوقة والمقالات الأكاديمية المختصة إلى مرادفات عربية شائعة اليوم يعود أصلها إلى اللغة العبرية. نذكر فيما يلي كلمات عبرية شائعة في المؤلفات العربية، ظهرت في دراسة للباحث الدكتور عبد الرحمن مرعي، بعنوان “الدخيل العبريّ في اللسان الفلسطينيّ: أسبابه وأبعاده”:
تابوت- في الأصل “تيفا” وهو صندوق من الخشب
تلميذ- معناه متعلم وهو مشتق من “لمد” أي علم ومنه التلمود
حرش- في الأصل “حرشا” أي غابة وأجم
دلو- أصل الكلمة “دلي” وهو اسم بمعنى مدلاه مشتق من دلا يدلو العربي
دمية- أصل الكلمة “دموت” أي مشابه، صورة
رسن- تماما مثل الكلمة العبرية “رسن” أي الحبل
شيطان- أصل الكلمة “سطان” أي الخصم والعدو
عود- أصل الكلمة “عود” آلة الطرب المعروفة
عيسى- مأخوذة من الكلمة العبرية “يشوع” الرب المخلص
فخ- أصل الكلمة “باح” وتعني مصيدة
فولاذ- في الأصل “بلاداه” أي الحديد الصلب
قدوم- في الأصل “قردوم” أداة الحفر
كاهن- في الأصل “كوهين” خادم الأب
ملاك- في الأصل “ملاخ” أحد الأرواح السماوية
هيكل – في الأصل “هيخال” بيت كبير وقصر الملك
يذكر أن البحث اللغوي الخاص بالتبادل اللغوي بين اللغة العربية والعبرية يعد رائدا في إسرائيل. ففيها يقطن شعبان، كل له لسانه الخاص، وبحكم الحياة المشتركة أثرت لغة الأول بالآخر. وتزخر مكتبات الجامعات الإسرائيلية برسائل المجاستير والدكتوارة التي تعالج هذه الظاهرة اللغوية المميزة.
المصدر: “الدخيل العبريّ في اللسان الفلسطينيّ: أسبابه وأبعاده”