بعد أسبوعين ستُقام أمسية نقاش بمناسبة إصدار كتاب “الهولوكوست والنكبة: الذاكرة، الهوية والشراكة العربية”. يقترح الكتاب الجديد “التفكير بطرق لتذكّر الهولوكوست والنكبة معا ومناقشتهما بشكل مشترك في السياق الإسرائيلي، ودراسة شروط هذه الإمكانية من التفكير المشترك – ليس لأنّها أحداث متطابقة أو حتى تشبه بعضها البعض، وإنما لأن كليهما حدثان صادمان، ومشكّلان للهوية. شكّلت النكبة والهولوكوست على حدِّ سواء مصير وهوية الشعبين، سواء كان ذلك بطبيعة الحال بطرق مختلفة تماما”.
يسعى الكتاب الجديد إلى إيجاد شبه بين الهولوكوست والنكبة وهو يثير استياءً كبيرًا في المنظومة السياسية والاجتماعية في إسرائيل.
وفي تتمة التوضيح عن الكتاب كُتب أنّه يشتمل على “مقالات كتبها باحثون وباحثات، كتّاب ومفكّرون يهود وفلسطينيون، والذين يسعون إلى تناول هذه القضية”. وجاء أيضًا في مقدمة الكتاب أنّ “المقالات تستلزم التناول المشترك لكلا الحدثين وتعتبرهما منطلقا للمصالحة والتقبّل”.
وعلى ضوء العزم على إقامة أمسية نقاشية حول الكتاب في معهد فان لير في القدس، أرسلت حركات يمينية بطلبات للكاتب لإلغاء المناسبة. “نحن نرى خطورة كبيرة وصدمة لا مثيل لهما في المقارنة غير المتصوّرة بين الهولوكوست في أوروبا حيث حُرق اليهود خلال ذلك حتى الموت، أطلق النار عليهم ودُفن ملايين اليهود أحياءً دون سبب، وبين هزيمة أعداء إسرائيل في حرب 1948 التي تسمّى بالعربية “النكبة”، كما جاء في إحدى الرسائل.
وقال معهد فان لير إنّ المعهد لا يقارن بين الهولوكوست والنكبة، وإنما بين ذاكرة الهولوكوست وذاكرة النكبة. “هذا ليس نفس الشيء… الكتاب الذي نناقشه يعرض مجموعة متنوعة من الآراء التي يعتبر بعضها نقديّا جدّا تجاه الفلسطينيين. ولا نفكر للحطة أن نعطي شرعية لشيء ما. السؤال هو كيف تصرّف شعبان مختلفان مع صدمتين مهمّتين ومحدّدتين بالنسبة لهما. ليس هناك في ذلك أي قصد سياسي، وإنما محاولة لفهم الروح والعقلية لدى كلا الطرفين”.