يتقاضى ثمانية نوّاب وزراء إسرائيليين أجرا كاملا من أموال الجمهور، ولكن لا يعرف أحد ما الذي يقومون به في الحقيقة. ففي مشروع التحقيق الإسرائيلي “100 يوم من النزاهة” الذي وضع له هدفا وهو مراقبة مسؤولين إسرائيليين، قام مُحقق خاص بمتابعة نائب وزير جودة البيئة، مكتشفا ما يفعله حقا.
أولا، المُحقق الخاص الذي وثق أعمال نائب الوزير، وجد ما هي الأعمال التي لا يقوم بها نائب الوزير فاتضح أنه لا يذهب إلى العمل. ففي الساعة العاشرة صباحا فقط خرج نائب الوزير من منزله مستقلا سيارته، ولكن لم يذهب إلى مكتبه. في الحقيقة، لم يغادر الحي أبدا. فبدلا من الذهاب إلى العمل، التقى صديقا، وذهبا معا للمشتريات في ملحمة، سوبر ماركت، وحانوت للحلويات، ووصلا إلى مطبعة.
وفي ساعات الظهر خرج أخيرا نائب الوزير من مدينته متجها نحو طريق الكنيست، ولكن لم يصل إليه أبدا. فقد وصل إلى إستاد كرة القدم لمشاهدة لعبة كرة قدم، وهكذا انتهى نائب الوزير من يوم مليء بالنشاطات.
عندما اتصل المحقق بنائب الوزير وسأله عن عمله، رد عليه الأخير قائلا “نعمل عملا صعبا، فنحن لا نقضي وقتنا في التنزه”. وعندما تحدث المُحقق معه عن الحقائق، رد نائب الوزير غاضبا “لا أعمل لديكم”. فأجابه المُحقق المندهش قائلا “أنت تعمل لدينا، نحن الجمهور، وهذا ما لا تفهمه تماما”.
فإن وظيفة “نائب وزير” هي وظيفة يحظى بها بموجب الاتفاق الائتلافي، وهي ليست معرّفة قانونيا، ولكنها محددة وفق صلاحيات يختار الوزير الذي يشغل منصبا توكيل نائبه للقيام بها. قانونيا، ليس هناك واجب تعيين نائب وزير. رغم ذلك، فإن نوّاب الوزراء يتلقون أجرا كاملا، سيارة كل الوقت وامتيازات أخرى.