أصدر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، اليوم الثلاثاء، بصورة استثنائية، أمرا بحظر بث أغاني الشاعر والكاتب الإسرائيلي اليساري، يهونتان جيفين، على الإذاعة العسكرية، بعد أن كتب الأخير شعرا للشابة الفلسطينية، عهد التميمي، مشيدا بنضالها ومقارنا بين نضالها وبين نضال بطلات يهوديات في الماضي، أبرزهن الطفلة آن فرانك المعروفة باليوميات المؤثرة التي كتبتها من مخبئها أيام الهولوكوست.
وكتب ليبرمان أنه أوعز الإذاعة بعدم بث أغاني الفنان وكذلك بعدم بث أي مقابلة معه، طالبا من وسائل الإعلام الإسرائيلية الاحتذاء بالأوامر. وكتب “دولة إسرائيل لن تمنح منبرا لرجل ثمل يقارن بين طفلة قتلت في الهولوكوست وبطلة حاربت النظام النازي، وبين عهد التميمي الطفلة الشقية التي اعتدت على جندي”. وتابع “سعي هذا الفنان وراء العناوين مقززة ومقرفة. المنبر المناسب لشعر جيفين هو محطة المنار التابعة لحزب الله”.
وأوضح المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، في رد على أوامر وزير الدفاع، أن وزير الدفاع لا يملك صلاحية منع محتوى من الإذاعة العسكرية، وأن صاحب القرار الأخير هو مدير الإذاعة.
يذكر أن الفنان الإسرائيلي نشر شعرا قارن فيه بين التميمي وبين آن فرانك وحانا سنش وجان دارك وهن بطلات يهوديات حاربن من أجل تحرير اليهود. وجاء في الشعر الذي دوّنه جيفين وأثار ضجة “حين قام جندي إسرائيلي فخور/ باقتحام بيتها مرة ثانية/ صفعته.. وفي يوم ما حين ستروى قصة النضال/ أنت، عهد التميمي/ ذات الشعر الأحمر/ مثل داود الذي صفع جالوت/ ستكونين في نفس المنزلة/ مع جان دارك وحنا سنش وآن فرانك”.
يذكر أن الشابة الفلسطينية المعتقلة في إسرائيل تنتظر إصدار الحكم بحقها بعد أن قدم الادعاء العسكري لائحة اتهامات ضدها على خلفية ظهورها في عدة فيديوهات وهي تضرب جنود الجيش الإسرائيلي. ومنذ اعتقالها أثارت قضيتها جدلا واسعا في إسرائيل بين مناصرين لقضيتها وبين معارضين لنهجها.
ويقول مراقبون إسرائيليون إن دوافع ليبرمان في الضجة التي أثارها من جرّاء شعر يتعلق بتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة، وهو الآن في معركة على استقطاب الأصوات من اليمين بإظهار مواقف أكثر تطرفا، وطبعا لا شيء يحرك مشاعر الإسرائيليين أكثر من الحديث عن رموز الهولوكوست.