لم يكن لكلا الأخوين من مدينة “رحوفوت”، ميكي ويهودا خياط، علمٌ بأنّهما قد أصبحا خبرا ساخنًا في العالم. “يعمل الأخوان خيّاط من أجل تطوير فنّ القتال كابويرا لدى الوسط الحاريدي”، هكذا كُتب في صحيفة “غارديان” البريطانية. ولم تستطع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أيضًا ووسائل إعلامية أمريكية من كولورادو حتى بوسطن، أن تتجاهل الشابين المحلّقين.
ويعمل كلا الأخوين يهودا وميكي بالكابويرا ويحملان شهادة مدرّب من المعهد الإسرائيلي “فينجيت”، ورغم المفاجأة من الاهتمام العالمي بهما، فبإمكانهما أيضًا أن يتفهّما سبب كلّ هذه الضجّة. “لم يعرف الناس أن هذا (كابويرا) قائم في الوسط الحاريدي”، يشرح ميكي، “حيث يأتي جميع اللاعبين هنا دون أن يكشفوا عن شيء. ثم فجأة يأتي من يقول بشكل واضح: نعم، نحن نقوم بالكابويرا. وهو شيء يبدو مثيرًا للفضول”.
عادة، التوجّه نحو الصحة واللياقة البدنية هو أمر روتيني مفروغ منه في المجتمع العلماني، ربما لدرجة أنه هاجس حقيقي ملحّ، أما في الوسط الحاريدي/ الديني فتعتبر ممارسة اللياقة البدنية أمرًا حقيرًا. وفي السنوات الأخيرة، بدأ يفهم الشباب في ذلك الوسط أهمية اللياقة البدنية، ولكنّه قليل جدًّا ومسيّطر عليه.
كان هذا التغيير بعيدًا عن تلبية رغبة الأخوين خياط. وبعد أن درّبوا لسنوات مجموعات صغيرة وبدائية من الأطفال والشباب في مختلف القاعات الصغيرة، القذرة وغير الملائمة؛ قرّر الإثنان افتتاح ستوديو وتصميمه بحيث لا يكون مماثلا لأي مكان في تل أبيب. ومنذ ذلك الحين، تمكّنا من الحصول على 250 مشترك، آملَيّن بزيادة الجمهور بشكل كبير.
وتعرّض الأخوان للكابويرا للمرة الأولى حين كانا طفلان، حين رأيا عمّهما العلماني يتدرّب، وأحبا هذا الفن القتالي. وقد اختِرعَ هذا النوع من الفنون القتالية قبل 500 عام، من قبل الأفارقة العبيد الذين عاشوا في البرازيل. لقد بحثوا عن وسيلة للتدرّب على القتال دون ملاحظة أحد، ودمجوا بين الحركات القتالية وبين الموسيقى والرقص.
يقول الأخوان أنه لا يوجد تعارض بين الكابويرا واللياقة البدنية وبين الدين.. بل على العكس يجب على المتديّن أن يطلق طاقته.