لم تتفاجأ الشرطة الإسرائيلية من اغتيال شاي شيرازي، نجل المجرم الأكبر في إسرائيل، ريكو شيرازي، في شمال تل أبيب. ويُعتبر القتيل وريث والده ريكو، والمعرّوف بصفته رئيسا لتنظيم إجرامي، وكان يرتقب أن يحلّ مكانه في يوم من الأيام. ولكن، يشهد مقربون من عائلة شيرازي أنّ عملية الاغتيال هي بمثابة مفاجأة لهم، بل ويدعون أنّ الابن لم يعد مجرما منذ سنوات عديدة.
يعتبر شاي شيرازي، ابن 34 عاما، الذي اغتيل أمس مساء (السبت) في تل أبيب، وريث والده ريكو ومن أجل ذلك كان له أعداء كثر في العالم السفلي، كما كان لوالده. وتستعد خدمات السجون لمناقشة طلب والده ريكو شيرازي، الذي يقبع الآن في السجن، لخروجه للمشاركة في جنازة نجله. حُكم على شيرازي الأب في نهاية العام 2015 لثمانية سنوات بالسجن بعد أن أدين بجرائم ضريبية وغسيل أموال بقيمة ملايين الشواقل.
من قتل أمير الإجرام؟
هذا هو اللغز الذي تحاول شرطة إسرائيل حلّه. اتُّهم شاي شيرازي عام 2009 بقتل شخص، ولكن في نهاية المطاف توصل إلى صفقة ادعاء مخففة والتي أدين في إطارها فقط بالمساعدة على القتل وحُكم عليه لخمس سنوات ونصف من السجن، والتي أنهى قضاءها وتم إطلاق سراحه. أظهرت لائحة الاتهام في تلك الفترة أنّ شيرازي وثلاثة أصدقائه وصلوا إلى مكان عمل فيه نادي قمار في مبنى مكاتب في وسط إسرائيل. وقد حاول القتيل منعهم من الدخول إلى المكان بل واستدعى أصدقاءه ليساعدوه ولكنه طُعن في ظهره فتوفي فورا. بعد الهجوم، دخل شيرازي إلى نادي القمار، وأخذ الحاسوب الذي يحتوي على صور كاميرا الأمن، وهرب من المكان.
ويعيش تنظيم عائلة شيرازي الإجرامي منذ سنوات في صراع قاس مع عائلة أبوتبول في إطار حرب عائلات إجرامية في نتانيا (وسط البلاد). عرفت هذه الحرب المدّ والجزر، صُلْحات، وأحداث عنيفة.
وتراقب الشرطة كثيرا عائلة شيرازي منذ سنوات عديدة. يُعرف ريكو شيرازي، والد شاي، جيدا لدى الشرطة ويعتبر هدفا رئيسيا لها. عمل الوالد بشكل أساسيّ في القروض الربوية في السوق السوداء وفي عام 2000 أطلِق سراحه من السجن بعد أن قضى عقوبة بسبب التورّط في عملية قتل مجرم آخر، على خلفية صراعات السيطرة في عالم الجريمة. منذ ذلك الحين عمل في مجال القروض المالية في السوق السوداء.
وفي عام 2002، اعتُقل شخصان بتهمة تخطيطهما لاغتياله. بعد ذلك رسّخ مكانته في العالم السفلي وأصبح أحد كبار زعماء الجريمة في البلاد. عمل الابن شاي في ظلّ والده، الذي احترمه الجميع. تحدث ريكو شيرازي أكثر من مرة أمام مقرّبيه بأنّ الشيء الوحيد الذي يقلقه وهو في المعتقل هو أن يحاول أحد إيذاء ابنه.