يشير قرار ترامب للبقاء في واشنطن رغم البرد القارس الذي يصادف في أيام عيد الميلاد، ورغم أنه خطط لقضائه في عزبة مار ايه لاغو (Mar-a-Lago) في فلوريدا إلى وضعه الخطير. فبعد عامين من بداية شغل منصبه، يبدو أن ترامب بدأ يحارب في كل الأصعدة: عدم عمل الإدارة الأمريكية عملا كاملا بسبب إصرار ترامب على قبول تمويل للجدار على الحدود مع المكسيك، انخفاض أسعار البورصة، توجيه انتقادات خطيرة إلى قرار ترامب للانسحاب من سوريا، وبسبب استقالة عدد كبير من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية – وطبعا هناك عدد من التحقيقات التي تُجرى مع ترامب.
قالت وزيرة العدل الإسرائيلية، أييلت شاكيد، من حزب البيت اليهودي، اليوم الأحد صباحا يعزز قرار ترامب للانسحاب من سوريا قوة أردوغان. وأضافت: “يشكل هذا القرار إثباتا على أنه علينا الاعتماد على أنفسنا فقط”.
كتب المحلل العسكري، رون بن يشاي، اليوم صباحا: “يشير قرار البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة تسمح لروسيا وإيران، وإلى تركيا أيضا، بتصميم الوضع الذي سيسود في سوريا في نهاية الحرب الأهلية وفق مصالحها وبناء على رغبتها. لذلك، سوف تستطيع إيران التمركز في سوريا بسهولة أكبر، ويتوقع أن يزيد تأثير بوتين في الشرق الأوسط، بما في ذلك في العراق؛ سوف يضطر الأكراد والسوريون الذين سيخسرون دعم الولايات المتحدة إلى البحث عن ملجأ لدى بشار الأسد، وسيتعامل الأتراك معهم وفق رغبتهم وذلك بعد أن تتخلى عن الولايات المتحدة”.
بالمقابل، قال رئيس هيئة الأركان، غادي أيزنكوت: “هذا القرار هام جدا ولكن لا داعي للمبالغة به. فقد عمل الجيش الإسرائيلي طوال كل هذه الفترة عملا مستقلا. اتخذ الأمريكيون القرار بينما حققت العلاقات بين الجيوش الذروة”.