قام فلسطيني يقود جرافة، مساء أمس، باقتحام بوابة معسكر “رمه” القريب من بلدة “الرام”، شمالي القدس، محاولا دهس الجنود الذين كانوا يتواجدون في موقع الحراسة على مدخل المعسكر. وتمكن من تجاوز البوابة والدخول إلى داخل المعسكر، قبل أن يطلق اثنان من المقاتلين من سلاح المدفعية النار باتجاهه ويتمكنا من قتله. وأصيب في الهجوم جندي من جيش الدفاع بجراح طفيفة بعد أن أصابه جزءًا من الجدار خلال عملية الاقتحام.
المهاجم الفلسطيني ويدعى يونس أحمد محمود ردايدة العبيدي، من سكان بيت حنينا، هو شقيق مرعي العبيدي، وفق ما ورد في وسائل إعلام فلسطينية، وقد حاول الأخير في عام 2009 القيام بهجوم مشابه في القدس، عندما حاول وبواسطة الجرافة التي كان يقودها مهاجمة دورية للشرطة في المدينة قبل أن تتمكن عناصر الشرطة من قتله.
ويتوقع جيش الدفاع أن تندلع اليوم مواجهات وعمليات إخلال بالنظام في المنطقة، في أعقاب مقتل الفلسطيني. ونقل موقع “والاه” الإخباري عن ضابط كبير في جيش الدفاع، أن هذه المنطقة تعتبر منطقة احتكاك دون أي علاقة بالحادث الذي وقع، وأن الجيش على استعداد لمواجهة عمليات الإخلال بالنظام. وأضاف الضابط أن الجيش لم يتلق أي تحذيرات دقيقة حول إمكانية وقوع مثل هذا الهجوم. لكنه أكد في نفس الوقت وجود تسلسل مستمر ومقلق في الأحداث حتى لو لم تكن هناك صلة واضحة بين كل هجوم وآخر، وأشار إلى أن الجيش يستعد لإمكانية مواجهة موجة واسعة من العمليات.
ويجب الإشارة هنا إلى أنه وخلال أقل من شهر وقعت في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية ما لا يقل عن خمس هجمات خطيرة، قُتل خلالها ثلاثة إسرائيليين.
المحللون في إسرائيل وصفوا الهجوم بالأمس، بأنه “هجوم شعبي”، أي أنه مبادرة فردية أو من مجموعة صغيرة لا تنتمي لأي فصيل إرهابي وليس لها بنية تحتية تنظيمية.
المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، حذر في مقالة له “أن نهاية كل أسبوع على مدار الشهر الأخير، شهد عمليات دموية كعمليات قتل ومحاولات اقتحام مستوطنة أو محاولة اقتحام قاعدة عسكرية تابعة للجيش. وعلى الرغم من أن بعض الحوادث كان فيها شبهات جنائية إلا أن الدوافع القومية لا يمكن تجاهلها بالنسبة لتلك الهجمات والحوادث، وأن هذه الدوافع يجب أن لا يتجاهلها المستوى العسكري أو المستوى السياسي”.
كما أن زيادة وتيرة الهجمات يمكن أن تشير أيضًا إلى تراجع قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على المناطق الخاضعة لها. كما تعكس حالة متعاظمة ومتزايدة من خيبة الأمل في أوساط الفلسطينيين، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السلطة، وأيضًا عدم التقدم في المفاوضات السياسية مع إسرائيل واستمرار البناء في المستوطنات.
لكن هذا التصعيد في الهجمات قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات وقائية، يمكن أن تشكل في النهاية عقابًا جماعيًا لسكان الضفة الغربية، كإعادة نصب الحواجز وزيادة حملات الاعتقال والتفتيش داخل المدن الفلسطينية.