يمكننا أن نلاحظ بوضوح القلق في إسرائيل منذ بدء تنفيذ الاتفاق مع إيران وإزالة العقوبات وذلك عبر الصفحات الرئيسية في الصحف الكبرى. وقد تصدرت العناوين مثل “الانتصار الإيراني” و “احتفال – في إيران، وقلق – في الشرق الأوسط” الصفحات الأولى، إلى جانب مجموعة متنوعة من الصور، رسومات الكاريكاتير، وتحديدا أعمدة التحليل القلقة.
“بالنسبة لإسرائيل، فإنّ إزالة العقوبات عن إيران تشكل فشلا دبلوماسيًّا سافرا” كما كتب المحلل ألكس فيشمان في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. “أعلن وزير الخارجية الإيراني ظريف عن “انتصار الدبلوماسية”. فقد ينتصر الدبلوماسيون – ولكن العالم الحرّ قد خسر خسارة كبيرة”. وفي استطلاع أجري على الإنترنت بين قرّاء الصحيفة، وافق 71% على أنّ الاتفاق مع إيران يشكّل فعلا فشلا دبلوماسيّا لإسرائيل.
وأوضح فيشمان أيضا أنّه وفقا للرؤية الأمنية الإسرائيلية، فإن إيران هي التي كانت ولا تزال تشكل تهديدًا أساسيًّا على أمن الدولة، وليست داعش أو القاعدة.
وفي أوساط المحلّلين، فإنّ القلق الأساسي هو من زيادة قوة الجيش الإيراني في أعقاب التحسّن الاقتصادي، ومن “خمول” العالم الذي سيكفّ عن أن يكون على أهبة الاستعداد في أعقاب هذا الاتفاق.
وأكثر من 100 مليار دولار ستتم إزالة تجميدها وإرجاعها إلى إيران، وسيُدفع نصفها مقابل الديون، ولكن النصف الآخر سيصبح متاحا فورا. ومن بين المبالغ التي سيتم تمريرها لتعزيز الاقتصاد الإيراني، فإنّ أجزاء كبيرة ستُنقل مباشرة إلى حزب الله والأسد، كما كتب المحلل العسكري رون بن يشاي.
وخصصت صحيفة “إسرائيل اليوم” الصفحات الخمس الأولى للتحليلات حول الاتفاق الذي بدأ تنفيذه، وكان الاستنتاج، في جميعها، أنّ الولايات المتحدة استسلمت أمام الإيرانيين، بما في ذلك رسم كاريكاتير يعرض موقف التوقيع على الاتفاق بين وزيري الخارجية ظريف وكيري، حيث نرى الأخير منحنيا وخاضعا كالبحارين الأمريكيين في الصورة التي نشرها الإيرانيون في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي تلخيصات “المنتصرين والخاسرين” من الاتفاق، والتي نُشرت صباح اليوم في الصحافة الإسرائيلية، فإنّ إيران هي دون شكّ المنتصر الأكبر، وكذلك الدبلوماسية الأمريكية. في المقابل، فإنّ إسرائيل و “العالم الحرّ” يعتبرون في الجانب الخاسر. وفي حين أنّ إيران ستبدأ قريبا الاحتفال بتحسين حالتها الاقتصادية، ستعمل إسرائيل جاهدة على تعزيز استخباراتها وتتبع الأموال الإيرانية التي ستبدأ بالتدفق بكميات أكبر، في محاولة لإحداث تغيّير، مجدّدا، في توازن القوى في المنطقة.