للمرة الأولى، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الماضي بعد 64 عاما كيف عمل رجال الموساد في أنحاء دول شمال إفريقيا على مساعدة اليهود المحليين الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى إسرائيل الفتية ونقلهم إليها بأمان.
وقد أجرى الموساد حملة عسكرية سرية لإقامة خلايا استخباراتية كثيرة في أنحاء شمال إفريقيا، حفاظا على اليهود الذين ظلوا في دول مثل المغرب، تونس، والجزائر. ولمساعدة نصف مليون يهودي كانوا معنيين بالوصول إلى إسرائيل.
في تلك الفترة، كانت تخشى إسرائيل من أن يتعرض اليهود لمعاملة قاسية بشكل خاصّ بعد أن تحقق دول شمال إفريقيا استقلالها. بناء على هذا، أرسل رئيس الموساد حينذاك، إيسر هرئيل، إسرائيلي يدعى شلومو حفيليو لإجراء جولة دامت نحو ثلاثة أشهر. “أجريت جولة من تونس حتى شاطئ المحيط في المغرب”، قال في مقابلة تليفزيونية سابقة.
وقد شكلت خلايا الاستخبارات الصغيرة التي نشطت في بضع دول حلقات الوصل بين تل أبيب والدار البيضاء وثماني مراكز أخرى في شمال إفريقيا وقد أرسِلت أسلحة وذخيرة لأعضاء الخلايا السرية.
تحدث حفيليو عن حالة عنيفة وقعت عام 1956، ألقت فيها خلية تابعة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية (FLN) قنبلة إلى مقهى يهودي، وعثر رجال الموساد الذين نشطوا في المنطقة على الخلية وقتلوا أفرادها وهكذات انتهى تعرض اليهود للتهديدات.
في عام 1956، أصبح المغرب مستقلا، لهذا أغلِقت الوكالة اليهودية فيه وحُظرت الهجرة إلى إسرائيل. رفضت السلطات إصدار جوازات سفر وتصاريح تنقل لليهود لهذا بدأت خلايا الموساد التي تنشط في المنطقة بالاستعداد لهجرة اليهود السرية إلى إسرائيل. بحث أفراد الخلية عن اليهود الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى إسرائيل في كل أنحاء المغرب. وزوّروا جوازات سفر من أجلهم وهربوهم إلى إسرائيل بالسفن وجرى جزء من هذه النشاطات بالتعاون مع السلطات الإسبابية التي صادقت على العبور في أراضيها.
في عام 1961، توفي ملك المغرب، محمد الخامس، وعُيّن ابنه الثاني ملكا مما أتاح فرصة للمفاوضات. اتفقت إسرائيل مع المغرب وسُمح لليهود بمغادرته. عملت هذه الخلايا طيلة تسع سنوات وساعدت على هجرة نحو 30 ألف يهودي سرا عبر البحر واليابسة.
توفي شلومو حفيليو في شهر أيار من هذا العام، عن عمر يناهز 96 عاما بعد أن كان مسؤولا عن نقل عشرات آلاف اليهود إلى إسرائيل من الدول العربيّة.