في سن 16 عاما، بعد أن أبعدتها أسرتها عن المدرسة لتهتم بالأعمال المنزلية، وبعد أن كان أخوها يضربها بشكل روتيني، باع الوالد هذه الفتاة البدوية من جنوب إسرائيل، لتكون زوجة لرجل أعمى مقابل 5000 دينار أردني.
لقد رفضت أن تتزوج رجلا أكبر منها بكثير، ولم يغمرها بالحب والحنان بل كان يغتصبها مرارا وتكرارا. لقد أدى الاغتصاب الوحشي، الذي تعرضت له، إلى أن تحاول الانتحار ثلاث مرات، ووصلت في إحداها إلى مستشفى في جنوب إسرائيل، وعندها نجحت أخيرا في التهرب من زوجها. بعد دخولها إلى المستشفى ظل الصمت يخيم على قصتها أيضا، ولم يبلغ طاقم المستشفى الشرطة وسلطات القانون في إسرائيل بالعنف الذي تعرضت له الفتاة.
إن العذاب الذي تعرضت له نور (اسم مستعار) لم ينته بعد. ردا على هروبها، ضربها والدها يوميا، وباعها عندما كان عمرها 17 عاما مرة أخرى، مقابل 5000 دينار لرجل أكبر منها بثلاثين عاما.
في شهر كانون الثاني 2013، كانت تحمل نور معها سكينا، وعندما سافرت مع زوجها الثاني في السيارة، طلبت منه أن يتوقف في أحراش بالقرب من بلدة يهودية في جنوب إسرائيل موضحة أنها ترغب في ممارسة العلاقات الجنسية معه. عندما وصلا إلى الغابة، استلقى زوجها على بطانية بعد أن وضعاها وأغمض عينيه، بناء على طلبها. هكذا استغلت النور الفرصة وطعنته حتى الموت. بعد الجريمة المروّعة، اتصلت بالشرطة وأبلغتها أنها قتلت زوجها الثاني.
لهذا حُكِم عليها بالسجن لمدة 11 عاما. في رد رئيس الدولة على رسالة طلب العفو، التي تحدثت فيها نور عن عذابها والأعمال الرهيبة التي ارتُكِبت ضدها خلافا لإرادتها، أوضح رؤوفين ريفلين، رفضه منحها العفو، معرفا أنها قد حظيت بتخفيف الحكم سابقا، بعد أن حكمت عليها المحكمة بالسجن لمدة 11 عاماً فقط.
لم تحظَ قصة نور بتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، على الرغم من القصص المروعة التي تعرضت لها. تسعى الآن محامية يهودية تُدعى روني سدوبنيك، إلى شن حملة إعلامية واسعة في شبكات التواصل الاجتماعي للعفو عن نور، بعد أن حضرت عريضة وقّع عليها أكثر من 10000 شخص تطالب رئيس دولة إسرائيل، التفكير ثانية في طلب العفو هذا.