خرج الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، عن المألوف، في ما يتعلق بتعامله مع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو إسرائيل، وجاء رده على إطلاق قذيفة من غزة نحو مدينة سديروت (لم تخلف أضرارا أو إصابات) غير مطابق للمرات السابقة حين كان سلاح الجو الإسرائيلي يرد على نحو فوري ومحصور.
وقد عقب الرد الفوري ردا في ساعات الليل شمل أهداف عديدة في غزة على مواقع تابعة لحركة حماس وذراعها العسكري، في رسالة للحركة أن وزير الدفاع الراهن، أفيغدور ليبرمان، لا يشابه غيره في التعامل مع الحركة.
وسُمع دويّ الغارات العديدة، التي طالت مواقع عسكرية تابعة لحماس في الجانب الإسرائيلي، ونقل الإعلام الفلسطيني صورا تؤكد أن الضربات الإسرائيلية كانت عنيفة ولم تقتصر على موقع محدد. وبيّن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس “تتحمل مسؤولية الحدث الإرهابي الذي انطلق من غزة” ولذلك هي هدف الغارات.
ونسب محللون عسكريون إسرائيليون الرد غير المألوف من قبل الجيش الإسرائيلي، إلى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان. واقترح هؤلاء أن عقيدة الرجل هي إلحاق ضربات قاسية ضد حركة حماس، ورغم أنه امتنع عن تصعيد لهجته فور دخوله المنصب منذ أشهر قليلة، إلا أنه لم يتخلَ عن إيمانه بأنه يجب على إسرائيل القضاء على حكم حركة حماس في غزة.
وخمّن بعض المحللين أن ليبرمان لن يتردّد في شن عملية عسكرية واسعة ضد حماس في حال تواصل إطلاق الصواريخ من غزة، وكذلك هو غير حذر في كسر المعادلة القائمة في الراهن في ما يتعلق بالرد الإسرائيلي على صواريخ غزة، وإن كان الثمن جر إسرائيل إلى خطوة عسكرية غير مرغوبة.
يُذكر أن متحدثي حركة حماس سارعوا إلى اتهام إسرائيل بالتصعيد، ونفي ضلوع الحركة بإطلاق الصاروخ نحو مدينة سديروت المحاذية للقطاع. وقال سامي أبو زهري إن “تصعيد الاحتلال يأتي في سياق مواصلة الاحتلال العدوان على شعبنا الفلسطيني والرغبة في خلق معادلات جديدة في القطاع”.
وكانت حماس قد أطلقت عرضا عسكريا في القطاع، حيث قامت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، وتخلل إبراز القدرات العسكرية للمنظمة وللأسلحة بحوزتها.