يختم كاتب “البروفايل” المعمق عن “ابو بكر البغدادي”، ويليام مكانتس، الذي نشر على موقع معهد “بروكينجز”، يوم الثلاثاء، بالقول “كان من الممكن أن يكون أستاذًا جامعيًا، يقنع العقول الشابة بالحجة والمنطق. ولكن المؤمن أصبح أمير المؤمنين، ساعياً إلى فرض رؤيته الدينية القاتمة والمتوحشة على العالم بأسره”. وغير هذا الاستنتاج الذي يبدو اليوم خياليًا، على ضوء النشاطات الإرهابية التي يقودها البغدادي، كشف مكانتس عن جوانب أخرى، ربما خيالية أكثر، تتعلق بالرجل الأكثر تطرفا على وجه الأرض.
ومن الأمور غير المألوفة التي كشفها كاتب المقالة المعنونة “المؤمن”، هي أن هواية البغدادي المفضلة لم تكن في البداية قطع الرؤوس، بل لعبة كرة القدم، حيث كتب “كان المسجد أيضاً هو المكان الذي أتاح له (البغدادي) أن ينغمس بممارسة هوايته الأخرى المفضلة – وهي لعبة كرة القدم. كان للمسجد نادٍ لكرة القدم، وكان البغدادي هو نجمه، ويُعرف باسم “ميسي الفريق”، في إشارة إلى ليونيل ميسي، نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير”.
وجاء كذلك في البروفايل أن البغدادي كان يعاني من قصر البصر، وهو ما جعله غير مؤهلٍ لتأدية الخدمة العسكرية في جيش صدام حسين. وأورد الكاتب كذلك “لم يكن بوسعه دراسة القانون في جامعة بغداد كما أراد، بسبب علاماته المتوسطة في المدرسة الثانوية – كان على حافة الرسوب في اللغة الإنجليزية – فدرس البغدادي القرآن هناك بدلاً من ذلك”.
ومن حسن حظ البغدادي أن صدام حسين قام بإنشاء “جامعة صدام للدراسات الإسلامية” حيث التحق بها “ودرس فيها لنيل شهادة الماجستير في تلاوة القرآن الكريم، وهو موضوعه المفضل”، وأضاف كاتب البروفايل “وكانت رسالة الماجستير التي قدمها البغدادي بمثابة تعليقٍ وشرح على نصٍ مجهول وغامض من العصور الوسطى حول تلاوة القرآن الكريم”.
وورد كذلك أن البغدادي “يبدو أنه كان متزوجاً من امرأتين وأنجب 6 أطفال. وزوجته الأولى، أسماء، هي ابنة خاله. وتزوج الثانية، إسراء، في وقتٍ لاحقٍ ربما بعد الغزو الأمريكي في العام 2003”.
وحين قبع البغدادي في السجن بعد الغزو الأمريكي، أورد مكانتس “ومرة أخرى أدهش رفاقه في السجن – وساجنيه أيضاً دون شكّ – في ملعب كرة القدم. ومرة أخرى أيضاً جرت مقارنته بلاعبٍ أرجنتيني عظيم: فقد كانوا يسمونه “مارادونا “في معسكر بوكا”.
وعن دكتوراة البغدادي جاء “لم يتمكن مستشار البغدادي في تكريت من الحضور بسبب العنف المحتدم في العراق، فأرسل ملاحظاته على الأطروحة، مشيراً إلى بعض الأخطاء ومقترحاً بعض التعديلات. ولكنه عموماً كان راضياً عن عمل الطالب، وحصل البغدادي على درجة الدكتوراه في علوم القرآن بتقدير “جيد جداً”.
وأشار الكاتب كذلك إلى أن البغدادي “قد أقدم مرات عدة على اغتصاب رهينة أمريكية أخرى، كايلا مولر، وهي موظفة إغاثة، في منزل أحد الأتباع. وعلى غرار ما فعله لتبرير قطع الرؤوس، اعتمد البغدادي على أسس دينية لتبرير العبودية الجنسية”.
وحول السؤال ماذا سيحصل لتنظيم الدولة بعد ذهاب البغدادي؟ يذهب كاتب المقال إلى القول إنه “لا يوجد بين خلفائه المحتملين شخصٌ يجمع بين النسب النبوي، والمعرفة الدينية، والمهارة لكسب أصدقاء أقوياء والتمكن من تهدئة المعارضة”.