أقرّت الهيئة العامة للكنيست يوم أمس (الاثنين) بالقراءتَين الثانية والثالثة قانونًا مثيرًا للجدل، يميِّز للمرة الأولى بين عرب إسرائيل المسيحيين وأولئك المسلمين. يبدو اقتراح القانون الجديد، الذي بادر إليه عضو الكنيست يريف ليفين، المقرَّب من نتنياهو (الليكود)، بريئًا لأوّل وهلة، لكنه يعكس رؤيا ليفين للفصل بين السكّان العرب المسيحيين في إسرائيل والسكان العرب المسلمين، ولزيادة مشاركة المجموعة الأولى في المجتمَع الإسرائيلي.
وفق الاقتراح، سيجري توسيع تركيبة اللجنة المُشيرة في مفوَّضية المساواة في فرص العمل، ويُضمّ إليها، بين آخرين، ممثَّل من منظّمة تُعنى بتعزيز العمل لدى السكّان “العرب المسلمين”، ممثِّل من منظّمة تُعنى بتعزيز العمل لدى السكّان “العرب المسيحيين”، ممثِّل عن الطائفة الدرزية، وممثَّل عن الشركس.
لم تفهم مفوَّضية المساواة في فرص العمل الخطوة التي بادر إليها النائب ليفين، وأوضحت في النقاش أنها تعارض القانون الذي لا حاجة له، “تمامًا كما أننا غير معنيّين بتمثيل مستقلّ للحاريديم من أصل أشكنازي (غربي) والحاريديم من أصل شرقيّ. والأمر الآخَر هو أنه لا منظَّمات تعمل على تعزيز العمل لدى مجموعات مختلفة بين السكّان العرب، بل لدى السكّان العرب ككُلّ”.
وعارض أعضاء الكنيست العرب القانون المميِّز أيضًا، الذي يهدف حسب رأيهم إلى تقسيم المجتمع العربي وشقِّه أديانًا ومذاهب. وأضاف النائب عيساوي فريج من كتلة ميرتس: “نحن في وضعٍ يريدون فيه تعريف الدولة حسب أديان، ولذلك يحاولون أن يقرّروا أنّ هناك فرقًا بين العرب المسيحيين والعرب المسلمين”.
وتوجّهت النائب زعبي إلى ليفين قائلةً: “إذا أردتَ أن تنصف المسيحيين وتصحِّح الجور المرتكَب بحقِّهم، أعِدهم إلى إقرث وبرعم (قريتان مسيحيّتان في الشمال، طُرد سكّانهما من أراضيهم في حرب العام 1948). لاقتراح قانونك آثار إيجابية، فهو يعزّز مسألة الهويّة لدى العرب، وعدائية مؤسسات الدولة وأعضاء الكنيست تجاههم”.
هذا القانون هو الأخير في سلسلة قوانين واقتراحات قوانين تحاول أطراف في حكومة نتنياهو سنّها من أجل عزل الطوائف المسيحية عن سائر السكّان العرب في إسرائيل.
وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد أوعز في آب الماضي بإقامة منتدى مشترَك يضمّ ممثّلين عن الحكومة وعن ممثّلي “المسيحيين” في إسرائيل يشجِّع تجنُّد “المسيحيين” في الجيش الإسرائيليّ والخدمة الوطنية، واندماجهم في حياة الدولة. وصدر القرار إثر لقاءات عقدها نتنياهو مع الكاهن جبرائيل نداف، كاهن طائفة الروم الأرثوذكس في الناصرة والمُرشِد الروحي لمنتدى “تجنيد المسيحيين” في الجيش الإسرائيلي، ناجي عبيد، رئيس المجلس الأرثوذكسي في يافة الناصرة، والملازم أول (في الاحتياط) شادي حلول، رئيس المُنتدى.
يعمل المنتدى في هذه الأيّام من أجل دمج أبناء الطوائف المسيحية في قانون المساواة في العبء والاهتمام بالجوانِب الإداريّة والقضائيّة المطلوبة لهذا الغرض، حماية داعِمي التجنُّد والمتجنِّدين من العنف والتهديدات، وزيادة تطبيق القانون ضدّ مثيري الشغب والمحرِّضين على العُنف. في السنة الماضية، ارتفع بشكل ملحوظ عدد المتجّندين للجيش من الطوائف المسيحية، من نحو 35 قبل عام إلى نحو 100 هذا العام، فيما يخدم نحو 500 شابّ إضافي في الخدمة الوطنيّة.
وكان تقريرٌ قد وردَ مؤخرا يفيد أنّ النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، باسل غطّاس، أرسل إلى البابا فرنسيس طالبًا منه التعبير عن معارضته لتجنُّد العرب المسيحيّين في الجيش الإسرائيلي، حيث يشقّ ذلك، حسب تعبيره، المتجنِّدين عن الشعب الفلسطيني، ويفرض “الأسرَلة”.