أكّد قائد الشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، في حوار على القناة ال12 الإسرائيلية مع الإعلامية المشهور، إيلانا ديان، أن معاملة رئيس الحكومة الإسرائيلي له تغيّرت منذ انطلاق التحقيقات ضد نتنياهو، مشددا “لم أفصح من قبل عما في داخلي لكي لا أسبب ضررا كبيرا”.
وأضاف الشيخ في المقابلة، التي بثت أمس في إسرائيل – توقيتها يثير أسئلة صعبة علما أن الشرطة على وشك نشر نتائج التحقيقات في الملفات ضد نتنياهو والتي قد تضمن توصية بتقديم لائحة اتهام ضده- أن المهمة الصعبة بالنسبة للشرطة هي فهم ماذا قدم نتنياهو مقابل الرشاوى إن كانت، وليس فقط إن كان تلقى رشاوى أم لا.
وأثارت المقابلة التي طالت سيرة الشيخ في الشاباك والأحداث الكبرى التي وقعت خلال شغله منصب قائد قوات الشرطة أبرزها حريق جبل الكرمل، ضجة كبرى في الجزء الذي خص العلاقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد أن قال إنه شعر أن “جهات ذات نفوذ” استأجرت خدمات محققين خاصين من أجل جمع معلومات عن ضباط الشرطة الذين يقومون بالتحقيق في ملفات نتنياهو.
وبدا أن الشيخ يلمح إلى أن نتنياهو كان وراء هذه العملية بهدف تشويش التحقيقات ضده، فأضاف أنه توجه للإعلام للكشف عن هذه القضية وقد أدى ذلك إلى اختفائها، لكن الشيخ لم يوضح لماذا لم يفتح بتحقيق في هذه القضية التي تعد خطيرة.
وردّ نتنياهو على هذه التصريحات على صفحته على فيسبوك (المكان المفضل لنتيناهو للتواصل مع الشعب) بالقول: “ظل كبير يخيم على عمل الشرطة وتوصياتها المرتقبة في التحقيقات مع رئيس الحكومة نتنياهو. تلميحات قائد الشرطة خطيرة للغاية وتوجب فتح تحقيق موضوعي وسريع في الادعاء أن رئيس الحكومة أرسل محققين – وبعد التأكد أن ذلك لم يحدث، يجب التوصل لاستنتاجات الضرورية بشأن إدارة التحقيق والتوصيات ضد رئيس الحكومة”.
وتابع البيان على صفحة نتنياهو: “ندعوا كل إنسان منصف أن يسأل نفسه كيف يمكن لمسؤولين يصرحون أمورا خيالية مثل هذه، أن يحققوا مع رئيس الحكومة على نحو نزيه، وأن يقدموا في ملفاته توصيات دون انحياز؟.”
وهاجم رئيس الائتلاف الحكومي، دافيد أمسالم، المقابلة واصفا أقوال الشيخ بأنها “محاولة لإحداث انقلاب على يد الشرطة. إنهم يعدون رئيس الحكومة عدوا شخصيا ويحاولون إسقاطه بالقوة”. وقال أمسالم إن الشيخ بدا معتدا بنفسه ومغرورا مضيفا “لم أر في السابق قائد شرطة يشارك في مقابلة من هذا النوع. لقد أهالني الأمر. ظننت أنه مرشح سياسي”.
أما المعارضة الإسرائيلية، وعلى رأسها زعيم حزب العمل، آفي غاباي، فقد قالت إن نتنياهو يتصرف كأنه مرجم عادي، مستغلا مكانته ضد الشرطة وقائدها. “إنه يجلع العار على إسرائيل وعلى مواطنيها” كتب غاباي.