أقيمت أمس (السبت) مراسم في الميدان على اسم رابين وسط تل أبيب لإحياء ذكرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، الذي أغتيل فيها قبل 21 عاما. كما في كل سنة، كانت المراسم مكرّسة للدعوة إلى توّحد الشعب والتسامح السياسي والاجتماعي. وقام العديد من الجهات المسؤولة التابعة للمعارضة بإلقاء خطابات، بينما غاب عن منصة الخطاب ممثلو الحزب الحاكم، الليكود.
كانت علامات الاستفهام تحوم حول إجراء هذه المراسم هذه السنة. قبل عدة أيام، تم إعلام الجمهور عن إلغاء المراسم لإحياء ذكرى رابين بسبب نقص التمويل. وبعد إلغائها، تولى المواطنون وحزب المعارضة “المعسكر الصهيوني” زمام مبادرة مستقلة ودعوا المواطنين إلى الحضور إلى ميدان رابين كما في كل عام من أجل إقامة المراسم لإحياء الذكرى. وفي أعقاب المبادرات المستقلة، حقق عدد المشاركين في المراسم رقما قياسيا مقارنة بعددهم في السنوات السابقة.
في يوم إحياء المراسم، خرجت تصريحات مثيرة للجدل من شخصية مقربة من نتنياهو، عضو الكنيست دافيد بيتان من حزب الليكود، والذي زعم أن اغتيال رابين “لم يكن اغتيالًا سياسيًا”. وتطرقت الخطابات في المراسم إلى هذا التصريح بحدة. قالت رئيسة حزب “ميرتس” الإسرائيلي المعارض: يفضل بيتان ألا يكون اغتيال رابين اغتيالا سياسيًا لأنه في هذه الحالة لن يكون رئيسه، رئيس الوزراء، جزءا من القضية”. ووفقًا لادعاء زعماء المعارضة، فإن نتنياهو قد شارك في التحريض ضد رابين في وقت قريب من اغتياله.
قالت عضو الكنيست تسيبي ليفني من حزب “المعسكر الصهيوني: “وصلنا إلى هنا هذا المساء منعا لاستهداف الصحفيين، الضباط، والقضاة واضطهادهم. نقف هنا منعا لحدوث الاغتيال السياسي القادم”. كما وألقى رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، خطابًا خلال المراسم ووجه سهامه نحو رئيس الحكومة نتنياهو قائلًا: “تطل الكراهية رأسها بعد 21 عامًا ثانية، وما زال التحريض يظهر مرة أخرى. فالكراهية ما زالت ذاتها، والتحريض ذاته، والزعيم ذاته”.
ودعا علي سلام رئيس بلدية الناصرة إلى تحقيق رؤية رابين للسلام ومواصلة طريقه: “نختلف عن بعضنا ولكننا جميعًا بشر ويجب علينا أن نمشي في طريق رابين للسلام وأن نحقق رؤيته. بعد عشرات سنوات من الحرب والكراهية، نستحق العيش بسلام ومحبة علينا أن نضع حدًا للحرب قبل أن الحرب تضع حدًا لحياتنا.