يتم اليوم (الثلاثاء) نقل أسدين ولبؤة حامل من حديقة الحيوانات “بيسان” التي في شمال قطاع غزة إلى حديقة حيوانات في الأردن عن طريق إسرائيل. تم تنفيذ عملية النقل في أعقاب طلب خاص من المملكة الهاشمية، وقد استجابت إسرائيل لذلك.
تم نقل الأسود – التي ستصل إلى الأردن عن طريق معبر جسر الملك حسين – لأنّ العاملين في حديقة الحيوان، ومنذ انتهاء الحرب في غزة، فشلوا في توفير حاجيات الحيوانات، والتي أصيب الكثير منها في الحرب سواء جسديا أو نفسيا. اجتازت الأقفاص الثلاثة فحصا أمنيا في معبر إيريز من قبل طبيب بيطري وتم بعد ذلك إدخالها إلى شاحنة، ومن هناك تم نقلها إلى معبر إيريز.
وقد تم تنفيذ عملية نقل الأسود بالتعاون مع المنظمة الدولية ”four paws”، التي تهتم برعاية الحيوانات، لا سيّما في بلدان العالم الثالث. وقد أعلم عناصر المنظمة في بداية الشهر بأنّهم ينوون الوصول إلى القطاع من أجل البدء بعملية إعادة تأهيل حديقة الحيوانات وإنقاذ الحيوانات التي بقيت على قيد الحياة. وتم الحديث من ذلك الحين عن إمكانية نقل بعض الحيوانات إلى الأردن على الأقل لمدة زمنية محدودة، في الوقت الذي يتم فيه إعادة تأهيل حديقة الحيوانات.
وقد وصلت إلى حديقة الحيوانات خلال الشهر الأخير بعثة من قبل المنظمة من أجل توفير الأدوية، الطعام والماء للحيوانات التي بقيت على قيد الحياة بعد الحرب، والتي يقدّر عددها بنحو 20. قال رئيس بعثة المنظمة لحديقة الحيوانات في القطاع، الدكتور أمير خليل، إنّه فوجئ بالحالة التي وجد عليها الحديقة: “معظم الأقفاص تضرّرت بشكل كبير، ظلت جثث الحيوانات في المكان. إجماليا، بقي على قيد الحياة القليل من الحيوانات من بينها ثلاثة أسود تعاني من صدمة نفسية ومن المرض والضعف”. وفقا للمنظمة، فقد قُتل خلال العملية أكثر من 80 حيوان كانوا في الحديقة.
لم يتجاوز التدمير الهائل في قطاع غزة في أعقاب الحرب وهجمات الجيش الإسرائيلي حديقة الحيوانات الوحيدة في القطاع أيضا، والتي تقع في بيت لاهيا. وقد أفاد الصحفيّون الأجانب الذين تجوّلوا في الحديقة بعد عملية “الجرف الصامد” بأنّهم شاهدوا قاذفات صواريخ تالفة في أنحائها. تتفق هذه الشهادات مع حقيقة أنّه خلال العملية أطلقت الفصائل الفلسطينية في القطاع الصواريخ من أماكن قريبة من المراكز السكانية أو من مبان عامة لمنع ضرب قاذفات الصواريخ. وكما يبدو فقد تم قصف القاذفات خلال العملية ونتيجة لذلك تضررت أيضا منطقة حديقة الحيوان، بما في ذلك الأقفاص.