شجب نجل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب الابن، الأخبار التي نقلتها وكالة الأخبار البريطانيّة BBC حول العملية في القدس يوم الجمعة الماضي، حيث قُتِلت فيها ضابطة شرطة إسرائيلية بعد أن طعنها فلسطيني. أطلقت النيران حتى الموت على الفلسطيني مُنفذ عملية الطعن وعلى فلسطينيين آخرين شاركا أيضا في العملية في المدينة. بعد مرور وقت قصير من العملية، وردت عناوين في قناة BBC جاء فيها: “قُتِل ثلاثة فلسطينيون بعد عملية طعن مميتة في القدس”، دون التطرق إلى أنهم هم منفذو عملية الطعن، التي أسفرت عن مقتل ضابطة إسرائيلية.
أثار العنوان الإشكالي الذي تم تغريده في تويتر وفي شبكات التواصل الاجتماعي غضبا في أوساط الكثيرين. لذا مارست وزارة الخارجية الإسرائيلية ضغوطا مطالبة بتغيير العنوان. علق دونالد ترامب الابن كاتبا: “هل تقصدون أن الشبان الفلسطينيين قُتِلوا بعد أن طعنوا شرطية حتى الموت، هل هذا قصدكم حقا؟ يشكل العنوان أكبر مصدر لمعلومات خاطئة يمكن نشرها”.
بعد ذلك، تابع نشر تغريدات شجب فيها محامي الصحيفة: “هناك حاجة إلى مصطلحات جديدة لهذا النوع من الحماقة. يشكل الخبر جزءا من اتهام الضحية. ربما يشكل تشجيعا للمجرمين؟ هل فكرتم في هذه النقطة؟”. حظيت هذه التغريدات بعشرات آلاف اللايكات وإعادة نشر التغريدات مجددا.
شجب أعضاء الكنيست الإسرائيليون حقيقة أن صحيفة الـ BBC قد حرّفت الوقائع”. في نهاية المطاف، اقتنعت BBC وبّدلت العنوان كاتبة “أسفرت عملية طعن بحق شرطية إسرائيلية في القدس عن موتها”، دون ذكر مُنفذ العملية. حُذِف العنوان السابق، وكذلك التغريدة الإشكالية.
وفي أعقاب الانتقادات، نشرت اليوم صباحا (الأحد) القناة اعتذارا وكتبت: “نوافق على أن العنوان الأصلي لم يعكس بشكل ملائم الأحداث، لذلك غيرناه. رغم أنه لم تكن لدينا أية نية لنقل أخبار خاطئة لقرائنا، نحن نعتذر عن الضرر الذي حدث”.
شجبت السلطة الفلسطينية مقتل الفلسطينيين الثلاثة منفذي العملية على يد القوى الأمنية الإسرائيلية، متجاهلة حقيقة أن قتلهم جاء بعد أن حاولوا إلحاق ضرر بالإسرائيليين وقتلهم.
أثنت كتائب فلسطينية، من بينها حماس، فتح، والجبهة الشعبية على العملية. أعلنت داعش مسؤوليتها بشكل غير مسبوق، عن العملية، ولكن وفق كل التقديرات يدور الحديث عن عملية مستقلة ارتكبها شبان فلسطينيون لا تربطهم علاقة مباشرة بأية منظمة.
نشر أمس (السبت) مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، بيانا رسميا هاجم فيه المصادقة على تنفيذ العملية من قبل الفلسطينيين، ونعتها كـ “عملية إرهابية”، مدعيا أن الفلسطينيين يحاولون جر المنطقة إلى جولة عنف جديدة.
جاء في البيان وصف للعملية كما يلي: “تنفيذ عملية إطلاق نيران وطعن على يد فلسطينيين بالقرب من المدينة القديمة في القدس، راحت ضحيتها شرطية تعمل في حرس الحدود الإسرائيلي وأربعة آخرين على الأقل، من بينهم مواطنون أيضا”. قال ملادينوف في البيان: “صلواتي وقلبي مع عائلات الضحايا، وأتمنى شفاء عاجلا للجرحى”. أكد مبعوث الأمم المتحدة على أن “عمليات إرهابية كهذه يجب يشجبها الجميع”، معربا عن انتقاده للكتائب الفلسطينية التابعة لحماس لأنها أثنت على العملية.