أُقيم يوم الثلاثاء المُنصرم أوّل عرض لفيلم “سابينا” في إسرائيل، الذي أخرجه المُخرج الإسرائيليّ راني ساعر. احتشد نجوم الفيلم الإسرائيليّ في قاعة سينمائيّة في القدس؛ وهم: رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس إسرائيل السابق شمعون بيريس، ورئيس الحكومة السابق إيهود باراك.
يعرض الفيلم قصة خطف الطائرة التابعة لشركة الطيران البلجيكيّة “سابينا”. اختُطفت طائرة الركّاب في الثامن من أيّار عام 1972 على يد منظمة أيلول الأسود وهي في طريقها من بروكسل إلى مطار اللدّ في إسرائيل. إذ صعدَ للطائرة أربعة إرهابيّين، رجليْن وامرأتيْن، حاملين جوازات سفر مزيّفة. إذ دخلَ المخرّبون، بعد إقلاع الطائرة، إلى مرحاض الطائرة، وأخرجوا مُسدّسَيْن، قنبلتيْن يدويّتيْن وحزاميْن ناسفيْن. ومن ثم اقتحمَ قائد العمليّة، علي طه أبو سنيّنة، حجرةَ الطيّار مُسلّحا بمُسدّس، وأبلغَ حينها ربان الطائرة باختطافها.
هبطت الطائرة التي تم اختطافها في مطار اللد. ومن ثم طالبَ الخاطفونَ إطلاق سراح 300 أسير فلسطينيّ سُجنوا في إسرائيل آنذاك، وهدّدوا بتفجير الطائرة بركّابها لو لم تُلبَ طلباتهم. حاول وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه ديّان، التفاوضَ مع الخاطفين. في نهاية الأمر، اقتحمت وحدة “استطلاع هيئة الأركان العامّة” التابعة لقوّات الدفاع الإسرائيليّة الطائرةَ وسيطرت على المُخرّبين. كان إيهود باراك حينها قائدَ الوحدة وقائدَ عمليّة الإنقاذ، أمّا بنيامين نتنياهو فقد كان قائدَ طاقم تابع للوحدة التي اقتحمت الطائرة. وكان، في نفس الوقت، شمعون بيريس وزيرَ الاتصالات الإسرائيليّ والمسؤولَ عن المطارات. استرجع ثلاثتهم في العرض الأوّل للفيلم، ذكرياتٍ أليمة من أيّام الحادثة.
دُمجت في الفيلم الجديد عدّة مُقابلات وثائقيّة مع نتنياهو، بيريس، وباراك، وتمّ إجراء مقابلة أُرفِقت في الفيلم أيضا، مع المُخرّبة تيريزا هلسة التي قبعت تحت الأسر في إسرائيل لمدّة 13 عامًا.
لعبَ مُمثّلونَ أدوارَ نتنياهو، بيريس، وباراك في الفيلم. وتبعا لذلك، سُئِلت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي، عن الشخص الذي يبدو أفضلَ؛ زوجها أم الممثّل الذي لعب دوره في الفيلم، فأجابت: “هذه مُعضِلة، لكنّ زوجي يبدو مُميّزا”. كشفت أيضا بأنّ دور نتنياهو قد عُرضَ على ابنهما الأصغر، أفنير، ولكنّه رفض ذلك.
نجحَ مُؤخّرا المُمثّل جورج إسكندر، الذي لعبَ دورَ أبي سنيّنة، خاطف الطائرة، بإثارة غضب الإسرائيليّين عندما ذكرَ في أحد اللقاءات بأنّ خاطف الطائرة ليسَ مُخرّبا أو إرهابيّا، إنّما هو محارب. إذ أردف قائلا إنّ خاطف الطائرة الحقيقيّ هو شخصٌ سُلِبَ منه شيء ما، وحاربَ لاسترداده.