نشر الإعلامي السوري المعروف بقناة الجزيرة الإخبارية، الدكتور فيصل القاسم، على صفحته الرسمية على “فيس بوك“، صورة تقارن بين الأوضاع الإنسانية في غزة وتلك في سوريا، متسائلا “في سوريا فقد قتل الأسد أكثر من 120 الف سوري، وشرد الملايين، مع ذلك لا أحد يدعو إلى مقاطعته، أو التجييش في الجامعات الدولية ضد نظامه، ولا أحد يرسل السفن لفك الحصار عن المناطق السورية المحاصرة”.
وفي الصورة المشار إليها يظهر الإعمار في غزة من جهة والدمار في حمص من جهة ثانية، وفي الأسفل مكتوب باللغة الإنجليزية تحت صورة حمص ” أكثر من 120 ألف قتلوا على يد النظام، والملايين هجروا- ولا مقاطعة، ولا أساطيل، ولا دعاية في الجامعات ضد النظام” في حين كُتب تحت صورة غزة “الحصار الإسرائيلي على الأسلحة في غزة. 15% من أطفال غزة يعانون من السمنة- وهناك مقاطعة، وأساطيل، ودعاية ضد إسرائيل”. ويتساءل معدّو الصورة إن كان الدافع الحقيقي وراء نشاط الناشطين ضد إسرائيل فعلا حقوق الإنسان؟
وتبيّن المقارنة، التي نشرها القاسم، ونالت حتى كتابة المقالة على 19739 إعجابا، تحيز المجتمع الدولي والنشطاء من أجل حقوق الإنسان لقضايا دولية معينة وإهمال قضايا أخرى أكثر إلحاحا. فهنالك إجماع دولي بأن الأوضاع الإنسانية في سوريا، التي خلفتها الحرب الأهلية المندلعة منذ 3 سنوات هناك، هي أكثر القضايا إلحاحا في الشرق الأوسط، ورغم ذلك تفضل جهات في المجتمع الدولي تسليط الضوء على إسرائيل وصرف النظر عن سوريا.
وعلّق الإعلامي البارز على الصورة كاتبا: ” تصوروا: إسرائيل تغار من المعاملة التفضيلية التي يتلقاها نظام الأسد من المجتمع الدولي: كيف تقاطعون بضائعنا، وتجيشون الجامعات ضدنا، وترسلون الأساطيل لفك الحصار عن غزة، بينما يعاني 15% من أطفال من السمنة من كثرة الأكل. أما في سوريا فقد قتل الأسد أكثر من 120 الف سوري، وشرد الملايين، مع ذلك لا أحد يدعو إلى مقاطعته، أو التجييش في الجامعات الدولية ضد نظامه، ولا أحد يرسل السفن لفك الحصار عن المناطق السورية المحاصرة. تصوروا: حتى إسرائيل تغار من هذا التواطؤ الدولي مع الأسد.(عشنا وشفنا)”.
وفي ما يتعلق بالحرب الأهلية في سوريا، فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، المؤيد للمعارضة والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن أكثر من 73 ألف شخص قتلوا في سوريا خلال سنة 2013 جراء الحرب بين نظام الأسد والمعارضة، مشيراً الى أنه العام الاكثر دموية منذ بدء النزاع في 2011.
واعتبر المرصد أن “المجتمع الدولي شريك في سفك دماء الشعب السوري” بسبب عدم قيامه باي “تحرك جدي” لوقف القتل في سوريا. وكان المرصد ذكر في السابق أن حصيلة القتلى في النزاع السوري بلغت أكثر من 130 الفا. وقال إن عدد النساء والاطفال الذين قتلوا في الصراع حتى الآن بلغ 11709 اشخاص.
وبدأ الصراع في سوريا في مارس آذار عام 2011 في صورة احتجاجات سلمية على حكم أسرة بشار الاسد المستمر منذ أربعة عقود إلا انه سرعان ما تحول الى قتال مسلح كانت لأبعاده الطائفية تداعياتها على منطقة الشرق الاوسط.