أعلن اليوم مدير عامّ فيس بوك، مارك زوكربيرغ، أن فيس بوك قد طوّرت برمجية قادرة على الكشف عن الأفكار الانتحارية بين مستخدميها من خلال استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وكتب “اعتبارا من اليوم، نحن نهتم بتحديث أدوات الذكاء الاصطناعي حتى نتمكن من التعرّف إلى مستخدمي الفيس بوك الذين يعبّرون عن أفكار انتحارية، بهدف طلب المساعدة لهم”. كشف زوكربيرغ عن أن البرمجية الجديدة كانت قيد التجربة لمدة شهر: “ساعدتنا وسيلة الذكاء الاصطناعي خلال التجربة على طلب المساعدة بسرعة في أكثر من 100 حالة”.
ستكشف البرمجية الجديدة عن الأفكار الانتحارية استنادا إلى كلمات رئيسية محددة مسبقا. وفي حال تعرفت على مستخدم كان معرضا للخطر، فستُنقل المعلومات إلى موظف في الفيس بوك، وهو سيفحص بدوره كل حالة على حدة. يقول زوكربيرج: “ستقوم البرمجية بإبلاغ أفراد طاقم العمل الذين يعملون على مدار الساعة خلال الأسبوع، بالحالة وعندها سيتمكن الأشخاص من الحصول على المساعدة في غضون دقائق”.
تعرضت شبكة الفيس بوك لانتقادات عارمة لأنها تجمع معلومات عن مستخدميها وتستخدمها لاحتياجات المعلنين. لا ينكر زوكربيرغ الآن أن الفيس بوك قادرة على تتبع منشورات المستخدمين واستخراج المعلومات التي تحتاجها لأغراض مختلفة. وفق ادعاءاته، هذه المرة يأتي البحث عن منشورات المستخدمين لأغراض جيدة، قد تُنقذ الأرواح.
https://www.facebook.com/zuck/posts/10104242660091961
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الفيس بوك لا تجمع المعلومات من منشورات المستخدمين فحسب، بل من مصادر خارجية أيضًا. يعرّف معظم مستخدمي الفيس بوك بعض معلوماتهم الشخصية وصورهم بصفتها عامة، لذا يمكن لأي شخص العثور عليها عند البحث في النت. ليس واضحا بعد ماذا ستكون التأثيرات المستقبلية لهذا الكشف العام على ملايين الأشخاص، وكما يخشى البعض من أن تضر هذه المعلومات ببعض المستخدمين في المستقبل إذا استخدمتها جهات معينة بشكل ضار.
حاول زوكربيرغ أن يقلل من هذه المخاوف الناتجة عن التأثيرات المحتملة لتطوير برمجية الذكاء الاصطناعي في الفيس بوك، قائلا: “من الجيد أن نتذكر بأن الذكاء الاصطناعي يساعد في الواقع على إنقاذ الأرواح اليوم”. وأضاف: “هذه خطوة هامة وإيجابية ستمكننا من تقديم المساعدة لإنقاذ الأرواح”.