تظهر أحيانا قصص غريبة في وسائل الإعلام العربية لوالدين يقررون تسمية أطفالهم بأسماء زعماء العالم العربي، المعروفين كدكتاتوريين يرأسون دولا على وشك الانهيار.
ويجري الحديث هذه المرة عن مواطن فلسطيني من رام الله، قرر أن يسمي ابنه الثاني باسم “بشار الأسد” مدعيا أن الأسد، رغم استياء زعماء الغرب والثوار السوريين، نجح في الحفاظ على سوريا.
واختار الوالد الشاب، علاء الريماوي، من رام الله، تسمية ابنه الثاني “بشار الأسد” رغم أن والده طلب منه التفكير جيدا في ذلك. وطلبت منه زوجته أيضا أن يفكر في تسمية ابنه لأن اسم بشار الأسد مثير للجدل في المجتمَع العربي، ولكن علاء لم يعدل عن رأيه.
وقال في مقابلة معه لوسائل الإعلام العربية: “حبي الشديد لبشار الأسد وإيماني بفكره ونهجه، هما ما دفعاني لتسمية ابني على اسمه”.
وعلاء الريماوي هو الابن الأكبر للطبيب الفلسطيني حسام الريماوي والذي درس في دول الاتحاد السوفييتي، ويُعرف بقربه من المحور الاشتراكي، كذلك علاء يناديه أصدقاؤه عبر صفحات الفيسبوك بـ “الرفيق”.

وبعد ولادة الابن الثاني فورا، رفع علاء صورة له في صفحته على الفيس بوك معلنا عن اسم ابنه الجديد. هنأه معظم أصدقائه بولادة ابنه. ولكن بعد أن شاعت قصة الطفل واسمه في وسائل الإعلام العربية بدأت تنتشر التعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي وطُرحت تساؤلات لماذا اختار الريماوي تسمية ابنه بالاسم الأكثر كرها في العالم العربي في يومنا هذا.
وكتبت متصفحة ردا على التسمية: “مسكين الطفل، ما هو ذنبه؟”، وكتب مصتفح آخر: “يبدو أن الريماوي لا يفهم أن الأسد طاغية وأن اسمه مثير للاشمئزاز”. وكتب قريب عائلة الريماوي: “انتبه للاسم يا حبيب، بشار رجل ظالم ومجرم، وأخشى على الولد من هذا الاسم”.
وعلقت جدة المولود على التسمية كاتبة: “برأيكم، بشار مجرم، ولكن برأينا بشار حمى وطنه حتى لو راح ضحايا من شعبه”.
وسارعت المواقع الإلكترونية، المؤيدة لسياسة بشار الأسد في سوريا، لنقل هذا الحدث؛ فقد عنونت قناة “الميادين” الإخبارية “تيمناً بالرئيس السوري وموقفه بشار الأسد يوجد في فلسطين”!
ولا يدور الحديث عن المرة الأولى التي يختار فيها فلسطينيون تسمية أطفالهم تيمنا بزعماء عرب مثيرين للجدل. هناك حالات في الماضي، سمى فيها والدون أطفالهم باسم “تميم بن حمد” في ظل الأزمة التي تدور في هذه الأيام بين السعودية وقطر. حتى أن هناك والدين فلسطينيين سموا أطفالهم صدام حسين بعد اندلاع حرب العراق الأخيرة، وحتى بأسماء ابني الطاغية البغدادي، عُدَي وقُصي. بعد الإطاحة بمرسي من الحكم، سمى فلسطيني ابنه محمد مرسي. لا يحظر القانون الفلسطيني تسمية الأطفال بأسماء زعماء العالم، حتى إذا كانوا غير شعبيين أو ليسوا محبوبين.