تم تسليم عشرات آلاف الوثائق التي تحتوي على أسماء، عناوين، أرقام هواتف، وأسماء المقرّبين لأكثر من 22 ألف مقاتل في داعش إلى الاستخبارات الألمانية وكُشف عنها في بعض وسائل الإعلام، من بينها “سكاي نيوز” البريطانية و “زمان الوصل” السورية.
من بين الوثائق، هناك 1,736 استبيان لـ “الإدارة العامة للحدود” التابعة لداعش – وهي الهيئة التنظيمية التي تعالج طلبات المقاتلين الأجانب للانضمام إلى القتال – وفيها تفاصيل كثيرة عمّن يرغب في الانضمام إلى صفوف “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق.
وفقا للوثائق منذ عام 2013، والتي نُشر بعضها في وسائل الإعلام، فقد أرسل مواطنو أكثر من 51 دولة تفاصيلهم الشخصية إلى التنظيم بهدف الانضمام إليه. ويمكن أن نرى في الوثائق الأسماء الكاملة للمقاتلين، إلى جانب الكنية الحربية التي أعطيت لهم مع انتمائهم إلى داعش.
وفقا للبيانات التي تم جمعها من قبل “زمان الوصل” من تلك الوثائق، فإنّ 72% من مقاتلي التنظيم هم من العرب، ومن بينهم 1.7% فقط من السوريين. وكما يبدو فإن النسبة العامة للمقاتلين السوريين أكبر، لأنّ الوثائق جاءت فقط من “إدارة الحدود”، والتي غالبا لا يمر عبرها المقاتلون السوريون لدى تجنيدهم في التنظيم. مواطنو المملكة العربية السعودية هم الروّاد وتصل نسبتهم إلى نحو 27% في صفوف التنظيم، وبعد ذلك التونسيون مع 21%، ولاحقا المغاربة والمصريون. وباستثناء العرب، يشكّل المواطنون الأتراك المجموعة القومية الأكبر في التنظيم، وبعدههم مواطنو فرنسا.
وتشمل الاستبيانات المفصّلة معلومات استخباراتية مهمة، تشمل الكشف عن هويات المقاتلين، معلومات عن عناصر التنظيم الموجودين في الدول الأوروبية، الشرق الأوسط، أفريقيا وأمريكا الشمالية، ومؤشرا على رغبة المقاتلين في تنفيذ عمليات انتحارية. وإذا كان كل ذلك لا يكفي، فقد تم تفصيل مسار التدريبات التي مرّ بها المقاتلون في الوثائق. تم وضع الكثير من الرجال في دول مختلفة، من بينها اليمن، أفغانستان، باكستان، تونس، السودان وليبيا. وقاتل معظمهم في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الكثير من أرقام الهواتف الظاهرة في الملفات نشطا، مما يسمح بالتواصل مع أسر وأقارب المقاتلين. فضلا عن ذلك، ربما يعود بعض الأرقام النشطة إلى المقاتلين أنفسهم.